أقلامهم

الخطر الإيراني والقاعدة حجج واهية .. المحارب يشبه قادة الخليج بموسليني وهتلر ومبارك وصدام

منصور المحارب 

التغير قادم 

الأحداث المتلاحقة لا تترك اي شك بأن التغيير في منطقتنا الخليجية قادم وما عملية ابطائها سواء بالترهيب او الترغيب الا كحقنة تخدير موضعي ستزول وسيعود العارض من جديد لان الوضع يحتاج عملية جذرية وليس ابر تخدير.

ما يحدث اليوم في المحيط الاقليمي للاسف تعاملت معه حكوماتنا بإحدى هاتين الوسيلتين ساعة ترهيب وساعة ترغيب ان عجزت الاولى عن اتيان دورها وللاسف دائما ما يسبق العنف واستخدام القوة الترغيب و قبول متطلبات واستحقاقات الشعوب لانهم في نظر الحكام اقل من المستوى الانساني الذي يطالب بالكرامة الانسانية وبحقه بحياة كريمة وبالتالي لا ضرر من قتل كم الف من هؤلاء الذين هم في الاصل لا يساوون شيئا في معايير ضرورتهم التاريخية، نفس الكلام قيل من قبل من هتلر وموسوليني وصدام  ومبارك وزين العابدين بن علي واللاحقون سيقولون مثلما قال الاولون وكأنهم لا يعتبرون وكما قال الله تعالى فيهم (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل).

فالتغيير قادم لا محالة مهما فعلوا ومهما قتلوا ومهما رشوا فالشعوب لا تطلب مكرمات بل كرامات وحياة عزيزة ومشاركة حقيقية وتداولا سلميا للسلطة واقتساما مشروعا للثروات وحكما رشيدا ومحاربة للفساد ومراقبة للحكام كما في بقية الدول الديمقراطية والتي ليست الافضل منهم في هذا الاستحقاق الانساني،  كانت الدول الغربية تبرر لشعوبها ان العرب ليسوا متحضرين بما يكفي لتداول السلطة ويبررون للديكتاتورية بضمان امن شعوبهم ولكن ماحدث في تونس ومصر وليبيا وسورية والبحرين اليوم دفع كثيرا من حكام هذه الدول لتغيير مواقفهم بعدما انقلب الرأي العام الى الضغط عليهم لممارسة ادوار حقيقية في نشر الديمقراطية والوقوف مع الحريات بل وصل الامر بهم ان طالبوا بمحاسبتهم عن التقاعس في التنديد او التدخل ولا ننسى كيف اجبرت وزيرة الخارجيه الفرنسية ميشال اليو ماري لتقديم استقالتها عقب موقفها الداعم  لابن علي ووقوفها ضد الثورة التونسية، ما يحدث اليوم  في الولايات المتحدة أمر عظيم حيث المطالب القوية من الشعب الاميركي برفع اليد عن كل ديكتاتور او نظام لا يطبق الديمقراطية تحت اي مبرر بل يواجه الرئيس الاميركي ضغطا كبيرا من بعض اعضاء الحزب ومن حكومته بابداء مواقف اكثر تشددا مع دول مثل البحرين وبعض الدول الخليجية،  وادارة اوباما ربما تشعر بالحرج امام حكام هذه الدول لكن يبقى في النهاية الرأي العام الاميركي له الكلمة الفصل وربما يقود الى ما لا يمكن توقعه.

في هذا السياق على الحكومات وبالذات الخليجية الا تبالغ في رسم سيناريوهات خاصة بها كالخطر الايراني او التشدد الديني مثل القاعدة واخواتها لتسوقه على العالم الغربي،  وعليها بالفعل ان تجد آليات حقيقية لمشاركة شعوبها في الحياة السياسية، غدا أو بعد غد على ابعد تقدير لن يعود التغيير امرا اختياريا او هبة بل سيفرض نفسه مع اي حركه شعبية حيث ستجد تأييدا من الرأي العام العالمي وربما لن يستطيع الحكام ان يرضوا شعوبهم بالمطالب الحالية البسيطة وربما سيتكرر سيناريو التنازل لابن علي ومبارك.

لذا اليوم وقبل هذا الغد على الحكومات ان تبادر بمشاريع نهضوية حقيقية اساسها المشاركة الشعبية وان تعجل برسم سيناريوهات ديمقراطية بصورة مسؤولة وعلى الدول التي قطعت شوطا في الديمقراطية مثل الكويت ان تصحح من مسارها والا تتعمد العبث في ديمقراطيتها لتبقيها شكلا دون مضمون فهذا بلا شك سيجعل الاستقرار السياسي على المحك وكما يقال الناس بلاء الناس والعاقل من اتعظ، وهذه فرصة لسمو الرئيس ان يعيد ترتيب اوراقه ويشكل حكومته وفق هذه القراءة وليست قراءات سبق تجربتها خصوصا ان الظروف الاقليمية والدولية لم تعد نفسها السابقة.

اللهم اني بلغت اللهم فاشهد…