سعد العجمي
حكومة مباهلة… أم حكومة إنجاز؟!
كم كنت أتمنى من الروضان وغيره من الوزراء خلال أي شد وجذب بينهم وبين النواب، أن يعددوا إنجازاتهم الشخصية في وزاراتهم أو إنجازاتهم الجماعية مع زملائهم الوزراء في الحكومة كفريق متضامن ليقتنع الناس بأدائهم، بدلاً من الحديث عن المباهلة والحلف والأيمان وكأننا في قاعة محكمة.
بتاريخ 1/4 نشرت صحيفة القبس في عددها رقم 13591 مذكرة فريق الدفاع عن المتهمين في قضية شبكة التجسس الإيرانية التي ورد فيها طلب الفريق الاستماع إلى شهادة رئيس الوزراء بشأن إيفاده نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء للاعتذار للسفير الإيراني عن ورود اسم دولة إيران في قضية التجسس.
بعد خمسة أيام بالتمام والكمال من نشر الخبر عقد النائب مسلم البراك مؤتمراً صحافياً في مجلس الأمة طالب فيه الحكومة بتأكيد أو نفي الخبر، دون أن يذكر اسم الوزير روضان الروضان أو أياً من وزراء الحكومة، بعدها بثلاث ساعات تقريباً من تصريح البراك، رد الروضان في بيان بثته كونا تضمن الكثير من العبارات التي كشفت أن أبو عبدالعزيز رغم أخلاقه العالية على الصعيد الشخصي فإنه يجيد لعبة السياسة.
كان من المفترض بالوزير الروضان في رده أن يبقى في حدود نفي أو إثبات الخبر، كأن يشير إلى أن ما أورده النائب نقلاً عن الصحيفة غير صحيح جملة وتفصيلاً ويكذّب وقوع الحادثة ويكتفي عند هذا الحد، لكن التهجم على البراك ووصفه في البيان الأول بالكاذب والفاقد للقيم والأخلاق، ودعوته إلى المباهلة كان خطأ جسيماً لم أكن أتمنى أن يقع فيه الوزير المحترم.
البراك لم يصنع الخبر بل كان ناقلاً له فقط، وناقل الكفر ليس بكافر، فمن قال هو فريق الدفاع عن المتهمين، ومن نشر الزميلة القبس، ومن أشار إلى حادثة الاعتذار هو السفير الإيراني علي جنتي في تصريح لصحيفة الراي، والبراك فقط طالب الحكومة بتوضيح وجهة نظرها مما نشر ومما قيل، تأكيداً أو نفياً، والسلام ختام!
موضوع المباهلة بدعة في عالم السياسة، فهي قضية شرعية بحتة لم يرد لها ذكر في الدستور الذي يحدد العلاقة بين السلطات ويؤطر للعمل السياسي ويرسم آلياته، والتحدي بين الوزير والنائب يجب أن يكون وفق لغة الإنجازات لا لغة المباهلة، فكم كنت أتمنى من الروضان وغيره من الوزراء خلال أي شد وجذب بينهم وبين النواب، أن يعددوا إنجازاتهم الشخصية في وزاراتهم أو إنجازاتهم الجماعية مع زملائهم الوزراء في الحكومة كفريق متضامن ليقتنع الناس بأدائهم، بدلاً من الحديث عن المباهلة والحلف والأيمان وكأننا في قاعة محكمة.
على كل سأعتبر ما قاله روضان الروضان مجرد زلة لسان غير مقصودة من وزير أكن له كل تقدير واحترام، وهو قبل ذلك نائب حظي بثقة الشعب الذي أوصله إلى الكرسي النيابي بأكثر من اثني عشر ألف صوت، وليس إلى كرسي الوزارة الذي يتحدد الصاعدون إليه والمغادرون منه بـشخطة قلم وليس بأصوات أمة.
***
نبيل الفضل خلال أكثر من مقال طلب مني كتابة قصيدة عصماء في مسلم البراك، ولأن الفضل يمون ويعرف قبل غيره أنني سبق أن كتبت قصائد في مسلم وليس لدي مشكلة في كتابة قصيدة في البراك كل يوم، فإنني بالتالي أمون على الزميل، وسأطلب منه أن يكتب مقالاً يحدد فيه رأيه وموقفه بكل وضوح وشفافية، وبدون مواربة، من قضية شركة زين التي شغلت الرأي العام الكويتي بشقيه الاقتصادي والسياسي.
إذا ما قدم نواب الشعبي سؤالاً برلمانياً أو صدر منهم بيان عن قضية سياسية ما، يصبح نواب الشعبي مادة دسمة شبه يومية في زاوية الفضل، واليوم تعلن الكتلة أن موضوع زين سيكون أحد محاور استجوابها القادم لرئيس الوزراء وأبوبراك ساكت لم يتطرق إلى هذا الموضوع، وهو أمر يثير الكثير من التساؤلات لدى قرائه!
نعلم أن طرفي أزمة زين لهم مكانة في قلب الزميل نبيل الفضل، لكن القراء متشوقون لمعرفة أيهما أكثر مَعزّةً وقدراً… العم أم «المعزب؟»
أضف تعليق