أقلامهم

الجاسر ينتقد مقال الوشيحي في الدستور ويتهمه بالسفه والحمق

الكويتيون يزاحمون البكتيريا والجراثيم

باسل الجاسر

كتب الأخ محمد الوشيحي في جريدة الدستور المصرية تحت عنوان «الوليد والخرافي في سجن طرة»، يوم السبت الماضي 16 الجاري مقالا قال فيه وهو يغني بل يرقص للثورة المصرية وهذا حقه ولا ينازعه فيه أحد، بيد أن الكلام الغريب والعجيب أن يجملنا الزميل الوشيحي مع الشعوب العربية المقهورة وأطلق علينا وعليهم متهكما العربان، ووصفنا جميعا بأننا نزاحم البكتيريا والجراثيم ونلوث بيئتها. وحتى أكون منصفا سأعرض فقرة من ذاك المقال أنقلها حرفيا كما جاءت فيه «.. لمسات قليلة وتخرج مصر من السرداب إلى الأدوار العليا، وتتركنا، نحن العربان المزورين، والمزورين (مرة بفتح الواو ومرة بجرها من قفاها على الشوك كما يفعل الزعماء العرب بمعارضيهم) في أماكننا الرطبة والمظلمة نزاحم البكتيريا والجراثيم ونلوث بيئتهما. قريبا سنشاهد مصر الجديدة، مصر «بنت بنوت»، لا يطمثها إنس ولا جان..». لا أدري لماذا إنسان عاقل يريد مدح أحد أو ثورة أو أي شيء آخر ومن أجل أن يكون خفيف ظل يقوم بالقدح والسب في الآخرين بل ليس في الآخرين وحسب بل أخذ يقدح ويسب ويشتم أهله وإخوانه وشعبه ووطنه وليس بما فيهم وإنما باختلاق أكاذيب وأباطيل فهل الكويتيون عربان يزاحمون البكتريا والجراثيم ويلوثون بيئتها؟ اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله، وهل يقارن الكويتيون وديموقراطيتهم وحريتهم وعيشهم الرغيد بفضل العزيز القدير، بأي من شعوب الشرق الأوسط؟ بل وهل جرك أحد «يا بوسلمان» من قفاك على الشوك وأنت شئت أن تكون معارضا شرسا لكل شيء وأي شيء؟ هذا بخلاف هجوم وتحريض ممجوج مملوء بالأكاذيب بل والدجل عن مشاريع العم، المرحوم بإذنه تعالى، ناصر الخرافي والأمير الوليد بن طلال ومشاريعهما في مصر التي وفرت آلاف فرص العمل للاخوة المصريين الذين كانوا ولايزالون يئنون تحت وطأة مشكلة مزمنة اسمها البطالة، وهي (مصر) ستكون في المستقبل القريب والبعيد بحاجة ماسة لمثل هذه الاستثمارات والمشاريع التي هي سبيلها الوحيد نحو تحقيق الرخاء للشعب المصري الشقيق، أما عن أسعار الأراضي أو قيمتها الإيجارية في بورت غالب وتوشكى فهذه المشاريع أقيمت في أعماق الصحراء ولا خدمات ولا أي شيء ومثل هذه الأراضي يوجد مثلها الكثير والكثير التي ستسعد مصر وأهلها حاضرا ومستقبلا إن جاءها مستثمر لإعمارها وتنميتها وإيجاد فرص عمل جديدة. فما كانت بورت غالب لتكون بورت غالب لولا استثمارات العم الراحل بومرزوق.. وهنا أحذر أهل ثورة 25 يناير من ان أي تعرض لاستثماراته والأمير الوليد سيمثل جريمة لا تقل خطورة عن جرائم ثورة يوليو التي جعلت مصر آخر بلد يفكر فيه مستثمر سواء كان مصريا أو عربيا أو أجنبيا.. فتحولت مصر من بلد مكتف أو يكاد يكون مكتفيا ذاتيا من أغلب الحبوب وخصوصا القمح والمنتجات الزراعية كافة إلى بلد يستورد أكثر من 80% مما يحتاجه من القمح لغذاء الشعب المصري، كما ان استثمارات العم، رحمه الله، وشركاته بالوطن العربي جاءت من حسه القومي المرهف وبتحد لمخاوف الكثيرين من المستثمرين العرب الذين يخافون من الاستثمار في البلاد العربية وتتركز استثماراتهم في أوروبا وأميركا والعالم المتقدم فحتى قومية العم المرحوم جعلها هدفا لسهامه ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي الختام أقول للزميل غني وارقص وافرح لثورة مصر ولكن بعيدا عن القدح في أهلك وناسك ووطنك الذين وفروا لك وأعطوك الكثير من النعم والأفضال والقيمة المضافة بانتسابك لهم، ولا تجعل مرة أخرى من نفسك أهزولة لمن قرأ هذه المقالة فكيف تقول عنا وعن نفسك «عربان» وننافس البكتيريا والجراثيم ونلوث بيئتها؟ فهذا نعم قد يضحك القارئ بل ويجعله وقد يجعله يقهقه ولكنه في الوقت ذاته سيزدريك ويحتقرك والمؤسف اننا سنكون معك وطنا وشعبا وتسقط من عينه وتسقطنا معك أيضا، بل حتى لو كان ما قلته صحيحا فلا يجوز أن تقوله بهذه الطريقة وعلى هذا الإطلاق وليس لمصلحة عامة أو حتى خاصة وإنما لإضحاك القارئ وحسب وآخر دعائنا للباري عز وجل اللهم لا تؤاخذننا بما فعل السفهاء منا وقنا شر حماقاتهم وسقطاتهم!