أقلامهم

الطبطبائي طائفي للعظم وسلفي متطرف ومندوب طالبان في رأي الكاتب حسن كرم

حسن علي كرم 

يا وليد أنت آخر من يتكلم عن الوحدة الخليجية!!

دأب زميلنا الكاتب في «الوطن» والنائب المحترم وليد الطبطبائي في مقالات قصيرة ومتتالية في الآونة الاخيرة على اثر احداث البحرين على الدعوة للوحدة الخليجية العاجلة، ليته دعا للوحدة الخليجية المتأنية لكنه يريدها وحدة ساخنة وعاجلة. واذا كانت هذه الدعوة الوحدوية لا تخلو من اهداف سامية بيد انها تظل موضع الشكوك والتساؤل كونها تأتي في ظرف طارئ. وفي توقيت غير مناسب.

واذا جاز لاحد ان يتحدث عن الوحدة الخليجية لعلي اظن آخر من يجوز له ان يتحدث عنها هو وليد الطبطبائي لماذا..؟! لان طرح النائب وليد الطبطبائي طائفي للعظم و هو سلفي متطرف يلقبه البعض مندوب طالبان في الكويت، ولان تحليلاته السياسية لا تذهب ابعد من مستوى انفه.

وهنا اتساءل، لماذا التهافت على الوحدة الخليجية في الظروف الراهنة. وهي ظروف طارئة وعابرة، وانتهاؤها بانتهاء الازمة البحرينية الداخلية العابرة. بينما مشوار الوحدة يا سادة طويل، طويل ويحتاج الى اعداد واستعداد وادوات وهذه كلها غير متوافرة. ولا يمكن توافرها في الظرف العاجل. ولا حتى في زمن قريب. واما التذرع بمقترح المجلس الوطني البحريني الداعي للوحدة الفيدرالية. فهذا شأنهم وللبحرينيين ظروفهم التي لا تغيب عن الاذهان.

ان بلدان المنظومة الخليجية لا تنتهج بمنهج سياسي موحد. فلكل دولة سياساتها ومنهجها الذي قد يتقاطع احيانا مع سياسات ومناهج بقية بلدان المنظومة، وهناك امثلة كثيرة. ولست بصدد ضرب الامثلة. لكني اكتفي بلفت النظر الى مواقف بلدان المنظومة من ايران على خلفية ازمة البحرين الاخيرة. فقطر وسلطنة عمان موقفاهما من ايران يختلفان عن مواقف كل من السعودية والامارات والكويت والبحرين فالبلدان الاربعة الاخيرة لها اسبابها الخاصة من تحديد مواقفها السياسية من ايران قبل تفجر الازمة البحرينية، وصدور الاحكام القضائية على الخلية التجسسية الايرانية في الكويت. ما اريد ان اصل اليه هو ان البلدان الخليجية تقرر سياساتها الخارجية وفقا لمقتضى مصالح كل دولة. لا وفقا للمصلحة المشتركة، لذلك فتوحيد السياسة الخارجية وتوحيد الهيئات الدبلوماسية الخليجية كان يمكن ان يكون معقولا لو كل بلدان المنظومة التزمت بسياسة خارجية موحدة. وهذا الشيء غير موجود حتى في بلدان الاتحاد الاوروبي حيث لكل دولة هناك سياساتها الخارجية وسفاراتها المعتمدة.

لقد قلنا سابقا ونعيد القول ان الدعوة للوحدة ليست كالدعوة لجولة سفاري على البلدان الخليجية. ثم العودة الى حيث نقطة البداية، وانما الوحدة رحلة لا طريق للعودة.

لقد جرب العرب نماذج عدة من الوحدات وكلها كانت فاشلة دخلوها احبابا وخرجوا اعداء، فهل ثمة حاجة لتكرار الوصفات الفاشلة التي اولها نغم واخرها ندم..؟!!

اغلب الظن ان الوحدويين الجدد طائفيون، وقد غلبتهم العصبية الطائفية، على اللحمة الوطنية، تهمهم غلبة الكثرة على القلة المستضعفة..!!

اخيرا اتساءل: هل هانت عليكم ثلاثمائة سنة من الحكم وثلاثمائة سنة من البناء والكفاح والجهد والعرق والتضحية ودماء سالت وارواح ضحت. هل هان عليكم جهد البناة الاولين. بناة السور الاول والسور الثاني والثالث واخيرا الرابع كي نتنازل بدم بليد وبجرة قلم عن ايقونتنا الجميلة الكويت. هذه الدرة الغالية في تاج البلدان الكويت العزيزة الغالية المصونة والمحفوظة من العين التي لا تنام.

لتبقى الكويت عزيزة شامخة ظافرة.