أقلامهم

جشع التجار وحسدهم وأساليبهم في اضطهاد أصحاب الدخل المحدود يكشفها الكاتب محمد كاظم

محمد جواد كاظم

الكويت للكويتيين

تطل علينا بين الفينة والأخرى آراء بعض الإخوة الأعزاء من طبقة التجار، معلنين أن زيادة رواتب الموظفين أو المنح المقدمة من الحكومة للمواطنين تصب في خانة إضعاف الاقتصاد الكويتي، وأن الكويت ستواجه سنين عجافا في الأعوام القادمة، وغيرها من التحذيرات التي تزلزل وتحير العقل. متناسين أو متجاهلين أن ضخ هذه الأموال بالنهاية سيصب في جيوبهم وأرصدتهم التي تتضخم يوماً بعد يوم، لأن الكويتي يصرفها في بلده وهم الرابحون والمستفيدون، خصوصاً أن الأسعار مع كل زيادة أو منحة ترتفع بقدرة قادر لامتصاصهما. 

كنا نتمنى من اخواننا أصحاب المصالح أن ينضموا إلى الحكومة للوقوف على معاناة الشاب الكويتي، الذي يحتار عند تخرجه من الثانوية العامة ولايعلم إلى أن يتوجه، ثم يتخرج من الجامعة لينتظر دوره في التوظيف ويبدأ في جمع ما يمكنه لفتح بيت ليكون أسرة سعيدة، على هؤلاء أن يكونوا عوناً للحكومة ليشعر الشاب أنه يعيش في الكويت التي امتد عطاؤها للشرق والغرب لا أن يشعر بأنه بلده كعين عذارى تسقي البعيد وتترك القريب. العمارات يمتلكها التجار وحين يريد هذا الشاب في بداية حياته أن يستقر مع عائلته عليه أن يدفع 350 دينارا ايجارا كحد أدنى، الايجارات «كاوية» مع وجود عمارات خاوية خالية، وإذا أراد أن يؤثث شقته عليه أن يدفع آلاف الدنانير حتى المواد الأساسية تخزن في المخازن ليقل العرض ويرتفع الطلب ويزيد السعر، وحين يفكر المواطن بدخول سوق الأوراق المالية يكشر البعض ليلتهم ما كان يدخره هذا المسكين دون رحمة. 

ليس لأحد الحق أن يسمح لنفسه أن يعيش هو وأهله عيشة الملوك وينظر من برج عاج إلى أبناء جلدته يكافح ليله ونهاره من أجل تأمين قوت أولاده، وليس لأحد الحق أن يسافر ليصرف الآلاف ويسخر من ابناء بلده أن يقضوا اجازة ظناً منه أنهم ينافسوه أو يضايقوه، فالكويت للكويتيين جميعاً. 

الكويت بلد الخير والعطاء، امتد خيرها لأقصى الأرض وهذه نعمة منّ الله عليهم يدفع بذلك عنها جميع الشرور، أهل الكويت قلوبهم بيضاء صافية تعلمناها من الآباء، كانوا يداً واحدة وصفاً واحداً في الرخاء والشدة، وتاريخها يشهد على ذلك. نأمل أن يأتي ذلك اليوم الذي نرى المواطن الكويتي يعيش برخاء أكبر، ويمتلك بيتاً ينام فيه براحة بال دون أن يزعجهم الدين الذي لا يعرف همه وثقله الاّ الذي يعيشه. أمنية اتمناها أن يفكر هؤلاء بالمواطن ويتنازلوا ليعيشوا حال المواطن العادي ليتعرفوا عن معاناته.