أقلامهم

كاتب قطري: تعودنا على سخافات جريدة الوطن الكويتية

هذيان صحيفة كويتية! 

(أحمد الرميحي، العرب القطرية)

غريب أمر هذه الصحيفة الكويتية المسماة (الوطن) والتي يبدو أنه لا همّ لها سوى الهجوم على قطر والتشكيك في مواقفها، والسعي بطريقة ساذجة ورخيصة للوقيعة بينها وبين شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي، وإلا فما معنى ما ذكرته الصحيفة المذكورة في افتتاحيتها أمس بشأن موقف قطر من أحداث البحرين؟ حيث قالت إن (قناة الجزيرة تلعب دوراً لا مهنياً ولا محايداً في دعمها لما يحصل من فوضى، وكأن الأشقاء في قطر سعيدون بما يحصل في البحرين من أحداث مؤسفة يدفع ثمنها الجميع هناك من سنة وشيعة).

ما هذا الهذيان يا صحيفة (الوطن) الكويتية، وكيف بلغت بك السخافة والوقاحة هذه الدرجة المتدنية من الإسفاف وانعدام الضمير المهني والأخلاقي لتروجي لمثل هذه الأكاذيب والأباطيل التي لا تشبه قطر الوفية والقطريين الأوفياء المملوئين حباً وصدقاً ونبلاً وشهامة، والذين يعرفون قدر الشقيق ويحفظون حق الجار، ويسارعون بالخيرات وليس بالأحقاد، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.

شواهد التاريخ القديم والحديث والمعاصر تقف دليلاً على وقفات قطر المشهودة مع أشقائها في السراء والضراء، ليس بالكلمات والشعارات، ولكن بالأرواح والدماء، ونحن لا نقول ذلك مناً ولا أذى وتفاخراً –حاشا لله– ولكن فقط لتذكير الغافلين والواهمين والساعين للوقيعة بين الأشقاء.

إننا لسنا بحاجة لأن نقول إن استقرار البحرين وبقية دول مجلس التعاون هو استقرار لقطر التي تعتبر مجلس التعاون جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ولذلك كان طبيعياً أن يسارع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى –حفظه الله– للاتصال بأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة للاطمئنان على أوضاع المملكة..

وكان طبيعياً كذلك أن يسارع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية للمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون بالمنامة، والذي أكد دعمه الكامل لمملكة البحرين، كما أكد وقوف دول المجلس صفاً واحداً، في مواجهة أي خطر تتعرض له أي من دوله، انطلاقاً من مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل، واعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلاً لا يتجزأ.

إن وقوف دولة قطر مع شقيقتها مملكة البحرين ليس موقفاً طارئاً فرضته الأحداث الأخيرة، ولكنه موقف استراتيجي ثابت تعكسه المشروعات المشتركة واتفاقيات التعاون الثنائي، وترعاه اللجنة العليا المشتركة برئاسة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد وأخيه سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين.

وإذا كانت الخلافات العارضة في الماضي بين قطر والبحرين لم تقطع حبل المودة ولم تؤثر في روح الإخاء فكيف يسعد القطريون الآن بما يحدث في البحرين، وعلاقات البلدين والشعبين قد قطعت خطوات واسعة على طريق التعاون والتكامل ثم الوحدة الشاملة التي تضم كل دول مجلس التعاون بمشيئة الله.

لقد سعدنا في قطر بتكليف ملك البحرين لولي عهده بالحوار مع جميع الأطراف والفئات دون استثناء، ولا شك أن هذا هو الطريق الصحيح الذي يحفظ للبحرين الشقيقة وحدتها واستقرارها، ويسد المنافذ على الهمازين واللمازين والساعين بين الناس بالفتنة والوقيعة أمثال القائمين على أمر صحيفة (الوطن) الكويتية.

ومثلما كان حديث الصحيفة المذكورة عن قطر غريباً فقد كان غريباً كذلك حديثها عن قناة (الجزيرة) وأسلوب تغطيتها لأحداث البحرين، وتصوير ذلك وكأنه يتم بتوجيهات رسمية.

وبكل صدق فإننا نعتقد أن (الجزيرة) لم تتجاوز حدودها المهنية باعتبارها قناة مستقلة لا تخضع لوصاية أو توجيهات، ولها منهج وقواعد أخلاقية ومهنية تحرص عليها قبل أن يحرص عليها الآخرون، وفيما يتعلق بالبحرين بالذات فإن هناك في صحف بيروت وغيرها من يهاجمها باعتبار أنها لا تنقل الصورة كاملة. 

ولا ندري هل القائمون على أمر صحيفة (الوطن) الكويتية يشاهدون قناة (بي.بي.سي) العربية والتي ظلت على مدى الأيام الماضية تنقل صوراً مثيرة من البحرين وتعطي مساحات واسعة لرموز المعارضة هناك، فهل يعني ذلك أن هذه القناة مدفوعة من الحكومة البريطانية لتشوه صورة البحرين، ثم لماذا لا تعتبر صحيفة (الوطن) الكويتية أن (الأصدقاء) في بريطانيا سعيدون بما يحدث في البحرين بسبب ما تبثه قناة (بي.بي.سي)؟

إن صحيفة (الوطن) الكويتية والتي تخصصت في الهجوم غير المؤسس على دولة قطر وفي ترويج الشائعات والأكاذيب حولها هي صحيفة تصدر بموجب تصريح رسمي من حكومة الكويت، ويملكها أحد أعضاء العائلة الحاكمة في الكويت الشقيقة، فهل نعتبر ما تقوله عن قطر يعبر عن موقف كويتي رسمي مثلما تحاول الصحيفة الإيهام بأن ما تبثه (الجزيرة) يعبر عن موقف قطري رسمي؟

لقد اعتدنا على تجاوزات وسخافات صحيفة (الوطن) الكويتية، ولو لم يكن الأمر يتعلق بعلاقتنا مع دولة شقيقة وعزيزة علينا هي البحرين لما كنا قد اهتممنا به ورددنا عليه.

حفظ الله البحرين من كل مكروه وأدام عليها نعمة الأمن والسلام والاستقرار، ونحن واثقون أنها وبحكمة قيادتها ووعي شعبها ستتجاوز سريعاً هذه الأزمة العابرة، والتي ستستفيد من دروسها لتصبح أكثر قوة ووحدة وتماسكاً.