أقلامهم

البصري يورد المواقف الكويتية المخزية من الثورة في سوريا

 داوود البصري

تلك الأصوات الكويتية المدافعة عن ذبح الشعب السوري.. واخزياه !

كنت أعتقد واهما بأن النائب البرلماني الكويتي الحالم والروحاني المبارز فيصل الدويسان هو أقوى من يصدر المواقف و التبريرات المدافعة عن سياسات وطروحات ومصائب النظام الإيراني وحلفائه في العراق أو لبنان أو بوركينا فاسو , ولكن تطور الأحداث الإقليمية وإندلاع الثورة الشعبية السورية الجبارة التي ستغير نتائجها من صورة و شكل وطبيعة إدارة الصراع وملفاته في الشرق الأوسط, وبما سيهدد ويحجم من انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة, قد جعل الزمن يدور بصورة معاكسة وأفرز مواقفا عجيبة وغريبة لأطراف تتفنن في الدفاع عن الفاشية, وفي تمجيد الطغاة والإندفاع في السير في ركاب الفاشيين والقتلة تحت تبريرات واهية, وليست مقنعة وتقف خلفها قناعات وتصورات و أجندات معروفة للجميع , فبرز من بين ركام الأحداث والفوضى الدموية المروعة التي تعصف بالشرق القديم وهو ينظف نفسه من أدران و بقايا الفاشيين والقتلة الوراثيون الإستنساخيين النائب الكويتي المعمم حسين القلاف وهو يصدر تصريحاته الصادمة والمتصادمة مع أي قناعات دينية أو مذهبية والمدافعة عن جرائم نظام بشار الأسد المروعة بحق الشعب السوري البطل الذي تدوس دبابات النظام الفاشلة و الجبانة على أجساد شبابه بعد أن ضلت طريقها كالعادة, وتناست الأرض السورية المحتلة في الجولان وغيرها, وأتجهت لتطهير الشام من شعبها العظيم  , لقد تناسى السيد حسين القلاف قدسية ومهابة العمامة السوداء التي يعتمرها وتحول لناطق رسمي وإعلامي بأسم القيادة القطرية السورية لحزب البعث, وبإسم العصابة الدموية المهيمنة على عرش بلاد الشام بعد أن أباح استباحة دماء الأحرار على يد شبيحة النظام! ولا أدري حقيقة عن الكيفية أوالمعايير التي استند إليها القلاف وهو يدافع عن نظام البعث السوري القاتل والمجرم ? أهي المعايير نفسها الطائفية المقيتة لزميله العراقي الشيخ جلال الدين الصغير زعيم عصابة مسجد براثا البغدادي الشهير ? فقد أباح القلاف لنفسه تزوير الإرادة الشعبية الكويتية وأصدر فرمانا أيد بموجبه علنا ورسميا وعلى الهواء مباشرة كل الإجراءات الإرهابية الدموية التي يتخذها نظام القاتل السوري ضد شعبه من “المخربين” كما قال القلاف! ولا أدري كيف عرف أو استنبط بأن ثوار الشعب السوري هم زمر من المخربين ? خصوصا وأن نظام دمشق البعثي كما نعلم وتعلمون, لا علاقة له بالدين والتدين, ولا أي شيء من ذلك القبيل, وهو نظام علماني الى النخاع ولكنه يتميز بخاصية تميزه وتجعل قوافل الرفاق المؤيدة قلوبهم تنجذب إليه, وهي الخاصية الطائفية المتعلقة بالإنبطاح التام أمام النظام الإيراني, وفتح أبواب الشام العظيمة أمام عصابات نظام الحرس الثوري الإيراني وزمره التخريبية العابثة بأمن المنطقة, وبأمن الخليج العربي تحديدا, وحيث كان لذلك التحالف غير المقدس إنجازات ” إرهابية” خالدة في تاريخ الخليج العربي والكويت تحديدا ! وهي ملفات معروفة وموثقة جميع تفاصيلها ومراحلها وحتى رجالها, ويبد وأن حسين القلاف وهو يدافع عن إرهاب البعث السوري قد قفز على الكثير من الحقائق المعروفة, وتطوع ليكون محامي الشيطان, وهو تصرف وأمر لا يليق به ولا بالصفة الشعبية التي يحملها, ثم أن أحدا من الكويتيين لم يكلفه أويعطيه وكالة عامة للحديث بإسمهم في رسالته التضامنية مع قاتل أشقائنا في المدن السورية الحرة المنتفضة. 

أما أعجب الفتاوى فهي تلك التي أصدرها السيد محمد باقر المهري وحيث أصدر وأطلق فتوى صاروخية من النوع الحارق الخارق أعلن فيها بوضوح وبسلاسة منقطعة النظير بالقول التالي  : “إن كل من يقف ضد نظام الرئيس الدكتور بشار الأسد يكون مؤيدا لإسرائيل ولمخططاتها الإجرامية”! ولا أدري لماذا حشر السيد باقر المهري إسرائيل في الموضوع ? ولا أعلم من سوغ أوزين له مسألة إتهام جميع الثوار السوريين الأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وهم يتصدون بصدورهم العارية لجبناء وقتلة المخابرات ل¯ “الشبيحة” البغاة الطغاة بكونهم عملاء لإسرائيل والصهيونية العالمية.

هل يتشابه هذا التصريح بدلالاته الخرافية المفرطة مع تصريحاته السابقة حول اعتبار أعمال الإرهاب الإيرانية في الكويت في ثمانينات القرن الماضي بمثابة بطولات وطنية لمقترفيها ? أين الحصافة والمسؤولية والتقوى من الله فيما يقوله المهري وهو يدافع عن نظام مجرم أشر وقاتل لا يختلف بشيء أبدا عن نظام البعث العراقي البائد, بل أنه يحمي بقايا عناصر وإرهابيي ذلك النظام, وقديما قيل لوعرف السبب بطل العجب, والسبب يا سادة ياكرام يتعلق بتحالفات عمل منهجية وبرؤى وتصورات آيديولوجية, ويجب أن لا ننسى أبدا بأن السيد محمد باقر المهري هو أحد المؤسسين للمجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق العام 1981 , وهذا المجلس بتكوينه وهويته السلطوية الإيرانية باعتباره تابع لمؤسسة رئاسة الوزارة الإيرانية ” نخست وزيري” كان من أهم الأدوات التي استعملتها المخابرات السورية في إدارة معاركها الإقليمية, وملفاتها القذرة, في العراق والخليج العربي خلال العقود الماضية والتحالف السوري مع أهل المجلس الإيراني وملفات التشابك والعمل والولاء هي من الأمور التي ستظهرها وثائق المخابرات السورية بعد سقوط النظام السوري القريب وساعتها سترى الناس سكارى من هو ل المفاجآت والمصائب والفضائح. 

المهري يعلم جيدا بأن النظام البعثي السوري ليس مخصصا أوصالحا للإستعمال ضد الغطرسة الإسرائيلية, بل على العكس فإن أكبر المتضررين من سقوط بشار الأسد هو إسرائيل ذاتها! رغم أن المهري وفي كلام كبير ولكنه فاقد للمصداقية يستطرد ويقول بأن النظام السوري هو الطرف العربي الوحيد الذي وقف بوجه إسرائيل بعد دولة الكويت! وطبعا لا داعي لتحليل ثنايا الكلام , وكنت أتمنى لوأن المهري أوحسين القلاف أوفيصل الدويسان يمتلكون الجرأة والصراحة في تصنيف ووصف ما حدث لقوى الحرية في الشارع الإيراني, سواء من جماهير الثورة المخملية في طهران أومن الجماهير العربية الأحوازية التي يسترخص قتلة الحرس الإرهابي الثوري دمائهم لكونهم يطالبون بحقهم الشرعي في تقرير المصير!

 عموما الحديث يطول ويتشعب, أما الدفاع غير المنطقي ولا المقبول أخلاقيا وشرعيا وإنسانيا عن جرائم نظام البعث و”شبيحته” ومجرميه من عناصر المخابرات ففي ذلك موقف خزي لا يليق أبدا بمن يخاف الله ويحرص على حرمة دماء المسلمين وأعراضهم , لن يفلت المجرمون من تبعات أوزار جرائمهم من عقاب رب العزة والجلال أولا ومن عقاب التاريخ الذي سيفرز كل النفايات الضارة , أما المراهنة على تقوى وصلاح المفسدين والقتلة وتبرير إراقة دماء إخواننا في الشام تحت ظلال الشعارات التمويهية فإنها مواقف مخزية… فواحر قلباه.. وواخزياه.. ممن يصدر فتاوى دعم القتلة والإرهابيين… لا تلوثوا سمعة شعب الكويت الحر والمنتصر للحرية.. ولا دعم لأي طاغية مهما كان.