أقلامهم

زنى المحارم والفجور في الخصومة .. الفضلي يسلط الضوء على أزمة العريفي

عبدالعزيز الفضلي


زنا المحارم


ترددت كثيراً في الكتابة حول موضوع اليوم لحساسيته، ولكن كثرة الرسائل التي جاءت بعد مقالة سابقة تحدثت فيها حول أهمية رعاية البنات وحسن تربيتهن، وكان من هذه الرسائل ما يدعو بشدة لطرق هذا الموضوع، حتى كتبت إحداهن تقول (يفعلها الكبار ويتجرع مرارتها الصغار). 


بلا شك أن جريمة زنا المحارم لم تصل في مجتمعنا إلى درجة أن نعتبرها ظاهرة، وبالمقابل لا يمكن أن نقول بأنها غير موجودة، ودليل ذلك الاستشارات التي يطلبها من يقع بهذه المشكلة، وبعض ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من حوادث في الداخل أو الخارج، ولولا خوف البعض من الفضيحة لربما سمعنا من الحوادث ما تشيب له الرؤوس. 


في اعتقادي وبحسب ما قرأته حول الموضوع، أن من أسباب الوقوع في هذه الجريمة، هو تساهل بعض الفتيات في لباسهن، فترى الفتاة ترتدي ملابس تصلح لغرفة النوم، ثم تراها تخرج بها أمام محارمها، سواء الأب أو الأخ أو العم…، هذا التصرف ينم في الحقيقة إما عن جهل أو قلة حياء لدى الفتاة، وأتمنى من بناتنا أن يتذكرن أن الحياء شعبة من الإيمان. 


وأود أن أحمل الأمهات المسؤولية في مثل هذه التصرفات، فالأم هي الموجه الأول للبنت، ولذا كان على الأم أن تحرص على توجيه ابنتها لما ينبغي لبسه أمام المحارم، والمصيبة تكمن إذا كانت الأم لا ترى بأساً في ذلك، وبعض الأمهات للأسف ترى ابنتها حتى بعد البلوغ أنها ما تزال صغيرة. 


التساهل في المزاح اللفظي والبدني بين الطرفين والذي قد يتضمن أحياناً بعض الإيحاءات مما قد يكون مدخلاً للشيطان للتساهل بما هو أكبر. 


السماح للبنات بالنوم في غرف البنين، مما قد يتسبب في الكشف عما لا يليق، ولو تأملنا في التوجيه النبوي حين أمرنا عليه الصلاة والسلام بالتفريق بين الأبناء في المضاجع عند بلوغهم العاشرة، يدرك أهمية الانتباه لبعض الأفكار التي قد تطرأ عند الأبناء في هذه السن. 


ابتعاد الناس عن الالتزام الديني، وهجرهم للمواطن التي تزيد الإيمان وتطرد الشيطان، كالمساجد وحلقات العلم، والدروس الدينية، والاستماع إلى البرامج التربوية، وبالجانب الآخر كثرة مخالطتهم لأهل الهوى، ومشاهدة القنوات الفضائية التي تشجع على نزع الحياء والتحرر من كل القيود الدينية أو المجتمعية، كل هذا يؤثر على السلوك والتصرفات. 


بعض المشاكل الأسرية، والتي قد تسبب في افتراق البنات عن الأمهات، أو ابتعادهن عن الآباء وشعورهن بالفراغ العاطفي، ربما كان سبباً مؤثراً في الوقوع بهذه الجريمة. 


أيها السادة القراء أنا أعلم أن طرح هذا الموضوع يؤلم، ويؤثر في النفوس، وقد لا يتخيل البعض وقوعه، لكنني أحببت طرحه من باب قاعدة (الوقاية خير من العلاج) والله من وراء القصد. 


العريفي والفجور في الخصومة 


على موضوع زنا المحارم نفسه، تم طرح سؤال على الشيخ محمد العريفي في إحدى القنوات، وكانت السائلة تستشير الشيخ في الأسلوب الأمثل للتعامل مع أب كثير التحرش في ابنته التي من صلبه، فما كان من الشيخ إلا أن نصح السائلة بأهمية عدم جلوس البنت مع هذا الأب المتجرد من إنسانيته، إلا بوجود والدتها حماية لها. 


والأمر كما ترونه طبيعي، إلا أن خصوم الشيخ ودعاة التحرر وجدوها فرصة للهجوم على الشيخ، فأخذ بعضهم بالتندر، وآخرون بالمطالبة بمعاقبة الشيخ، ومجموعة أخرى بمنع الشيخ من الظهور في الإعلام، ونقول لهؤلاء ومن هم على شاكلتهم، إن القائمين على حدائق الحيوان في العالم إذا شعروا أن هناك خطراً على الحيوانات الصغيرة من التي تكبرها حتى وإن كان الأب فإنهم يقومون بعزلها خوفاً عليها، أفلا ترون بأن الأب الذي يتجرد من انسانيته وأخلاقه و يتحرش بابنته أشد خطراً عليها من تلك الوحوش بصغارها؟