أقلامهم

الحربش يبرر توجهه لمناهضة إيران .. لست طائفيا ولكن

جمعان الحربش 

لست طائفيا .. ولكن (1-2)

بعض الإخوة عتبوا علي تغيير خطابي، معتبرين أنه ينحى منحى طائفياً، خلافاً لخطي السابق، وأنا أؤكد أنني لم أكن ولن أكون طائفياً، ولكنني لن أتغاضى عن الواقع وأغض طرفي عنه، بحثاً عن ثناء زائف.

السنّة في إيران

والواقع هو أن الخطر الإيراني الصفوي، وهو مشروع «استئصالي»، مارس هذا الاستئصال في إيران ضد أهل السنة، ولم تتدخل دول الخليج لأنها دول غير مؤهلة لمواجهة المشروع الإيراني، فتذرعت بأنه شأن داخلي.

الإصلاحيون وولي الفقيه

وبعد فشل هذا المشروع داخلياً في إيران، وابتداء الشباب الإيراني العزوف عنه، وابتدأ بعض أبناء النظام يراجعون مشروعهم وينتقدونه من الداخل، خصوصاً الصلاحيات المطلقة لولي الفقيه، الذي استحوذ على السلطة الدينية والسياسية باسم الإمام الغائب المعصوم، وابتدأت ثورة تصحيحية لهذا المشروع لم تخرج عن مدرسته الدينية، وإنما تنتقد ممارسات ولي الفقيه وتعيد بوصلة اهتمام الدولة إلى الداخل، بدلاً من توجيه ثروات الشعب الإيراني الى الخارج لتصدير الثورة. وعندما فاز الإصلاحيون من أبناء النظام بالانتخابات، ووفق تقارير المعارضة وتقارير دولية، تم تزوير أول انتخابات تليها، ثم تم تزوير الانتخابات، وفرض رجل ولي الفقيه على الشعب الإيراني الرئيس نجاد وفتحت السجون لأبناء الثورة، وابتدأت تفترس أبناءها، وأذاق بعضهم بعضاً مما أذاقوه لأهل السنة من تنكيل وقمع، وبدا واضحاً أن الديموقراطية شكلية وصورية في إيران.

لبنان والحديقة الخلفية لإيران!

أما في لبنان، فقد سار هذا المشروع تحت غطاء التحرير ومقاومة المشروع الصهيوني، وسجل نجاحاً بجلاء إسرائيل من الجنوب، إلا أن «حزب الله» واجهة وذراع ولي الفقيه قد حول ترسانته العسكرية إلى الداخل اللبناني، واعتبر لبنان جزءاً من المشروع الإيراني، ولم يرضخ لنتائج الانتخابات، بل استخدم آلته العسكرية في إخضاع الدولة اللبنانية إلى أجندته الإيرانية، مستخدماً التصفيات الجسدية مرة، والاستعراض العسكري تارة أخرى، وكلنا يتذكر حادثة احتلال المطار! وفي المحصلة، أصبح لبنان حديقة خلفية إيرانية تخوض فيها إيران وسوريا صراعاتهما مع الآخرين علناً، ولم ينقذ اللبنانيين الآخرين أن يحوزوا الأغلبية النيابية كما حدث مع «حزب المستقبل»، فالتصفيات الجسدية لهم بالمرصاد.

العراق والميليشيات الطائفية

ثم تمدد هذا المشروع في العراق، فاختطفت الدولة في تبادل أدوار بين المشروع الأميركي والإيراني، ودخلت الميليشيات الطائفية إلى العراق، وبدأت تصفية أهل السنة في الجنوب وفي بغداد، في ظل إحجام واضح من دول الخليج عن تقديم أي دعم إلى أهل السنة، باعتبار أنهم محسوبون، إما على الطاغية صدام حسين، وإما على الإسلاميين والقاعدة، وذلك لأن دول الخليج لا تملك القدرة على اتخاذ الموقف الاستراتيجي المناسب. وحتى عندما تنازل الإسلاميون في العراق، وانضووا تحت المرشح المدعوم أميركياً وخليجياً على استحياء، وهو الشيعي المذهب والليبرالي التوجه (اياد العلاوي) وفازت كتلته بالانتخابات، وضع فيتو إيراني عليه لمصلحة رجل إيران وحزب الدعوة (نوري المالكي) صاحب الميليشيات الأمنية الطائفية ضد أهل السنّة واستخدم ذات الأسلوب المستخدم في لبنان، من تصفيات جسدية للخصوم.

ثم جمعت إيران أطياف المشهد الشيعي لتضعهم في قائمة طائفية واحدة، وفجأة ارتفع الفيتو الأميركي عن المالكي، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن طبيعة العلاقة بين المشروعين الأميركي والإيراني!

دعم المتمردين في اليمن

وامتد هذا المشروع الى (اليمن) عبر تمرد عسكري، كاد أن ينجح في تجزئة اليمن وإنشاء دويلة على حدود المملكة العربية السعودية الجنوبية، لولا دخول الأخيرة في حرب مفتوحة مع الحوثيين لم تستطع حسمها، ولكن برز على السطح بوضوح الدعم المالي الذي تم تمريره عن طريق رجال المشروع الصفوي في الخليج.