أقلامهم

“حرف باد نزن حرف خوب بزن” جملة فارسية يترجمها لنا د. نايف العدواني

ياواش أغا فيروز أبادي


»حرف باد نزن حرف خوب بزن« وترجمتها بالعربية قل خيرا او فاصمت. تصريحات عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، ورئيس الاركان للجيش الايراني الجنرال فيروز ابادي. حول ملكية ايران لدول النفط حسب الامتداد الشيعي في المنطقة، وتأكيده على فارسية الخليج العربي، وادعاؤه ان هذه المنطقة أي دول الخليج العربي هي ملك لايران، لم تأت عبثا بل أتت في سياق الايديولوجية الايرانية لتصدير الثور وردة الفعل المتغطرسة للدولة الصفوية تجاه الموقف الموحد لدول مجلس التعاون جراء التدخل السافر في شؤون مملكة البحرين، واخبار شبكات التجسس التي تم اجهاضها ومحاكمة افرادها في الكويت. وكشف الستار عن تورط الحكومة الايرانية في هذه المؤامرات عبر دبلوماسييها في الكويت، والبحرين، فسياسة دول مجلس التعاون مع ايران في السابق كانت مغلفة بالدبلوماسية الناعمة وتباين آراء دولها كل حسب مصلحته مع ايران ظنا منها ان ايران ستقابل هذا التسامح والتلطف السياسي بشيء من الاحسان ورد التحية بأحسن منها ولكن الدليل القطعي والدامغ على سوء نية هذه الحكومة ذات التوجه الطائفي والعنصري جعلها تفقد صوابها وتكشف عن سوء وسواد سريرة قادتها، فهذه التصريحات غيض من فيض فقد سبقتها تصريحات لعلية القوم في النظام الايراني من الرئيس أحمدي نجاد مرورا باعضاء حكومته وانتهاء بالسلطة العسكرية رئيس الاركان الحالي، فهذا التصريح يجب ان يفهم على وجهين الاول: هو تهديد مباشر باعلان الحرب على دول الجوار كحل لمشاكل النظام الداخلية سواء من المعارضة بقيادة كروبي والشباب الايراني الذي يخضع تحت نير الطغيان الديني والظلم الاجتماعي، فالدخل القومي لايران النفط الغنية يذهب لجيوب الملالي ومن يدور في فلكهم، واهدار المليارات كرشاوى يذهب معظمها لحساباتهم في الغرب تحت حجة تطوير البرنامج النووي الايراني وان تصبح ايران قوة ردع نووية تخيف الغرب والشيطان الاكبر الولايات المتحدة اكذوبة سمجة ملها الشعب الايراني، فالولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب واسرائيل يعلمون علم اليقين ان هذا البرنامج ما هو الا فزاعة عصافير لا تخيف احدا، والقدرة على تدميرها متى شاؤوا اسهل من شرب فنجان قهوة في اي مقهى في أوروبا، فايران دولة مفتوحة استخباريا وهدف سهل عسكريا ويحيط بها حلفاء أميركا والغرب من كل مكان وهذه التصريحات هي غطاء لمشاكلها الداخلية، فالمعارضة الشبابية مازالت تغلي وتحت الرماد الكثير من النار والعواصف والمشاكل المحلية كثورة الاحوازيين والبلوش والتركمان. مازالت ضرباتها تقض مضاجع الملالي في قم وطهران وحلفائها في الشرق الاوسط بدأت امورهم تتضعضع وتلفظ انفاسها الاخيرة وملياراتها التي ذهبت كرشاوى وعطيات لنشر المذهب الشيعي ضاعت سدى وذهبت ادراج الرياح ودون حصيلة تذكر.
 
والوجه الثاني لهذه التصريحات هي اللعبة على وتر الطائفية وتحريض المواطنين الشيعة في دول مجلس التعاون على دولهم وحكامهم الذين يعيشون في رغد ودعة وهم جزء من فسيفساء مجتمعاتهم وولاؤهم الوطني لاوطانهم اكثر من ولائهم المذهبي ورغم دفعهم للخمس وتقليدهم لبعض الائمة في ايران فهذا لا يعني التبعية العمياء لمن يريد ان يجعلهم وقودا لنار اطماعه العمياء وحماقاته الخاسرة، ايران الآن تحتضر والتغيير سيبدأ من الداخل ومن خلال الايرانيين الشباب الذين يعرفون الحق بأفعال الرجال وليس اشكال الرجال، ويعرفون ان اموالهم وثرواتهم تسرق وتنهب وانهم لولا لجوء الملايين منهم لدول الخليج للعمل وكسب لقمة الحلال لعوائلهم لاصبحوا عبيدا عند رجال الكنيسة الجدد.
 
ملاحظة
الحقد الفارسي على العرب قديم فلقد قال ابومسلم الخراساني القائد الفارسي في جيش العباسيين عندما انتصرت جيوش بني العباس على جيوش بني امية في معركة »الزاب« قال: هذه بتلك يعني هذه المعركة مقابل معركة القادسية التي هزم فيها العرب الفرس واسقطوا دولتهم.