جاسم بودي
شيوخ
أتمنى أن يتصرف الوزراء الشيوخ في الحكومة الجديدة لمرة واحدة على أنهم أعضاء في حكومة كل الكويت وليسوا عابرين على جسر إلى مزيد من السلطة. بمعنى أن الوزير الشيخ «مكلف» بملفات وزارته وعينه على مصالح الناس وليس «مشرفا» بمنصب متقدم وعينه على كرسي الحكم. وهذا التمني له دوافعه الحقيقية لأن جزءا كبيرا من توتر العلاقة بين السلطتين وجزءا كبيرا من تراجع الأداء وجزءا كبيرا من التكتلات والمحاور وجزءا كبيرا من «الخناجر الطائرة» الطاعنة في الظهر وجزءا كبيرا من الكيديات والمعارك غير المباشرة… سببها الوزراء الشيوخ وعلى رأسهم «المستعجلون» والمتربصون وأصحاب «الدسائس» الصباحية.
إلغاء المجلس البلدي
وأتمنى أن يتم إلغاء المجلس البلدي وتنتهي قصته بكل ما فيها من تفاصيل وتجاوزات. البلديات في كل العالم هي أجهزة فنية وليست سياسية إلا في الكويت هي أجهزة سياسية تتخللها بعض الأمور الفنية في أوقات الفراغ. والبلدية في كل العالم هي الجهاز المتحرر من اللعبة السياسية والموحد لكل الطاقات من مختلف التوجهات من أجل التسابق على خدمة الناس، فترى اليميني واليساري والاشتراكي والمحافظ يدا واحدة لمعالجة قضية فنية مثل المياه والكهرباء وبناء مركز طبي أو جامعة أو حديقة للأطفال.
في الكويت، المجلس البلدي برلمان مصغر أو برنامج «توك شو» سياسي أو «هايد بارك». أعضاء منتخبون وآخرون معينون يُصفون حسابات أقطاب خارج المجلس. ومع الاحترام الشديد لأداء بعضهم وحرصه على مصالح الناس إلا أن اجتماعات المجلس البلدي صارت بالنسبة إلى الإعلاميين والمتابعين مناسبة لـ«هوشة» أو تهديد أعضاء بكشف «بوقات» أو استقالة أعضاء وعودتهم عن استقالتهم أو للهجوم على الوزير إذا اقتضت «الطلبات الخارجية» أو لمدح الوزير بموجب الطلبات نفسها. والمطلوب إلغاء المجلس وإعادة تنظيم المناطق بحسب متطلباتها المشتركة لأن لكل منطقة ظروفها واحتياجاتها، فما يسري على منطقة مؤسسة قديما وبناها التحتية متقدمة لا ينطبق على منطقة حديثة وبناها التحتية قيد التأسيس، وبعد إعادة التنظيم يتم تعديل التشريعات وتجرى انتخابات لكل بلدية كما هو معمول به في كل دول العالم ثم يكون وزير البلدية هو صلة الوصل بين البلديات والحكومة.
عبدالعزيز المساعيد
وأتمنى أن يطلق اسم العميد المغفور له عبدالعزيز المساعيد على شارع الصحافة، فهذا الرجل ورغم بعض الخلافات الشخصية التي وسمت علاقتنا قبل رحيله، إلا أن الصدق والمنطق والحق تقتضي أن نعيد التذكير بأنه قام بما لم يقم به الآخرون وفي ظروف صعبة إن لم تكن شبه مستحيلة.
عندما قرر المساعيد خوض الغمار الإعلامي قبل أكثر من نصف قرن كان «فدائيا» حقيقيا في منطقة لا تسمح إلا بدخول كمية ضئيلة جدا من الأوكسيجين. سار الفقيد فعلا بعكس السير متمردا على واقع لفّ المنطقة وأبى إلا أن يعطي الكويت ريادة إعلامية في محيطها. لم تكن هناك تعددية صحافية. لا إنترنت. لا وكالات إقليمية. لا فضائيات. لا تويتر. لا فيسبوك. كانت إذاعة بسيطة وهواتف تأتي حرارتها ساعة وتغيب ساعات، والأهم من ذلك كله أن حرية الصحافة كانت ضربا قريبا من ضروب الكفر في المنطقة وأن الكوادر الإعلامية على الأرض لم يكن لها وجود.
ومع ذلك اختار المساعيد المركب الصعب وخاض البحر الأصعب مرسيا ثقافة جديدة على الموانئ التي حمل «الرأي العام» إليها. استحق الريادة واستحقه بلاط صاحبة الجلالة ويستحق شارع الصحافة أن يسمى باسمه.
اليكس فيرغسون
التمنّي الأخير هو تمنٍ رمزي تشبيهي أو «فانتازي»، يتعلق بخطة التنمية التي كثر الحديث عن ملياراتها ودارت حولها خلافات قبل أن تبدأ وبعدما بدأت. وإن كانت غالبية الكويتيين لم تر بعد تنمية أو تعرف فعلا أين ستتوجه هذه المليارات أو تفهم «حقيقة» الإنجازات التي عرضت أكثر من مرة، وإن كانت الغالبية نفسها لم تستوعب بعد ما الذي أتى به رئيس الوزراء السابق توني بلير ولم تستطع الخبرات المحلية وغير المحلية الإتيان بمثله وبأقل من عشرة في المئة مما تقاضاه… رغم ذلك كله، وبما أن المليارات صرفت نتمنى أن يكلف السير اليكس فيرغسون مدرب فريق مانشستر يونايتد بوضع خطة جديدة والإشراف على تنفيذها لأنه مجرب وتاريخه حافل بالإنجازات بعكس بقية المدربين الذين جربناهم.
أضف تعليق