أقلامهم

الصراف يعرف من يتسبب في انتشار الطائفية في الفترة الأخيرة: إنها الصهيونية

مصطفى الصراف

فتح المجال لتبادل الرأي يخمد الفتنة

لا شك أن الصراع الطائفي والمذهبي الدائر هذه الأيام وبصورة مكثفة، وراءه من يحركه لمصلحة سياسية، والمستفيد الأكبر منه هو الكيان الصهيوني، ولا شك أن للصهيونية العالمية يدا في ذلك، لأن هذا المشروع المدمر لدول المنطقة هو مشروع تم العمل عليه في مطابخ دول الاستعمار القديم، متوافقا مع الاستعمار الجديد لتفتيت المنطقة وإضعافها واستغلال خيراتها وإبقائها حبيسة تخلفها. ويساعدها في ذلك دعاة التطرف وفيهم من يعمل فيه ويقدم خدماته مجانا عن جهل وسذاجة، وفيهم من هو مأجور، ولا فرق في ذلك بين افراد او جماعات. ولا شك أن اجهزة المخابرات لعدة دول ضالعة في ذلك وتؤججه وتنشره في اجهزة الاعلام المرئية والمقروءة، وتزيف الحقائق في مواقف كثيرة، وعلى لسان وافعال عملائها من الاعلاميين، وعلى الرغم من هذه الفتنة الكبرى والخطيرة في ابعادها المرسومة لها. الا انني اجد فيها عملا جيدا، وذلك لانها فتنة مفتعلة اشبه بسحابة صيف سرعان ما تتبدد ولن تبلغ المراد لها، وانا اراهن في ذلك على ان الزمن قد تغير في امرين: اولهما قد زادت نسبة المتعلمين والمثقفين في المنطقة، والثاني هو انتشار شبكات المعلومات والقنوات الفضائية، فكما ان هذه الاجهزة هي متاحة لمثيري الفتنة، فإنها ايضا متاحة للشعوب العربية المستهدفة، وفي الوقت نفسه فإن وعي الناس وتصاعد الحوار بين رأي ورأي معاكس سيفضحان هذا الصهيوني، وإن كان بعد وقت طال أم قصر. ولذلك أتمنى على المخلصين للامة العربية من مالكي وسائل الاعلام العربية افرادا او حكومات مواجهة هذه الفتنة بصورة ايجابية، وذلك بفتح المجال للرأي والرأي الآخر لا أن يتحيزوا لرأي ويمنعوا الآخر من الرد عليه بحجة أن في ذلك اشعالا للفتنة، إن اشعال الفتنة يتحقق اذا غابت الحقيقة كاملة عن القارئ او المشاهد لوسائل الاعلام، اما السجال مهما بلغ مداه وحدته، فإنه يولّد الوعي والوصول الى الحقيقة، ومتى تم الوصول الى ذلك، فهو الغاية وبها تنتهي هذه الفتنة. لأن الفتنة تظهر في غياب الحقيقة، لا شك أن الحكومات العربية، لا سيما الخليجية، تقع تحت ضغوط سياسية، ولكن بيد هذه الحكومات أن تجد وسيلة للتنفيس عن هذه الضغوط، وذلك بفتح المجال لمختلف الآراء باسم الديموقراطية، والايمان بحرية الرأي والعقيدة لتتبادل الرأي لأن الحقيقة تكمن بين الرأي والرأي الآخر ولا تظهر إذا غاب أي من الرأيين. ولو تم ذلك فإن أجهزة الاعلام تكسب ود شعوبها وتكون معها خير معين لرفع الضغوط عن كاهل حكوماتها وتحفظ لها سيادتها واستقلالها. لقد مورست الضغوط على احدى الشبكات الفضائية الخليجية التي كانت تمارس عملها بمهنية عالية، وكانت تعري زيف المزاعم والمخططات الصهيونية، فاضطرت إلى الانكفاء والتحيز وتغييب الحقيقة، لأنها كانت محسوبة على حكومة خليجية، ولو كانت قناة خاصة لما تأثرت بتلك الضغوط. ولذلك لا بد من تطوير قوانين الإعلام وجعل الإعلام بيد مؤسسات مستقلة عن الحكومات، مثلها مثل السلطة القضائية سلطة مستقلة هي السلطة الرابعة، إعلام ينقل الحقيقة مهما كانت دون زيف أو تحريف يدخل الغش على المالك الحقيقي للإعلام إلا وهو الشعب مصدر السلطات جميعا.