أقلامهم

إذا أخطأ الوزراء فالعيب فيهم لا في رئيس الوزراء الذي اختارهم.. هكذا ترى بنت المفرج التي تنتقد “زعل” الوشيحي وغيره

دائما زعلانين!
 
سواء أكانت تحكم بلدك أسرة ملكية وأنت لا تؤمن بحكم الأسر، أو حزب أغلبية وأنت لا تنتمي له فكريا، أو دكتاتور جائر وأنت تحلم بالديموقراطية، فمن المؤكد عدم رضاك عن الوزارات التي يشكلها أحد هؤلاء لأنها في الأساس، لا تمثل أهواءك ولا تعبر عن رغباتك، ولا تبين نظرتك للأمور، ولا تظهر أفكارك أو المبادئ التي تؤمن بها.وقتها لابد لك ان تغضب وتزعل، واذا كان مسموحاً لك ان تحتج فعلت.


الحكم في كل بلد يقرر مصير شعبه بغض النظر عن طبيعته، وهو الذي يشكل الحكومة التي ستكون مسؤولة عن حاضر المواطن ومستقبله، وحاضر ومستقبل عشيرته الأقربين منهم، والأبعدين، رضي عن ذلك أو، ونرجو منه المعذرة، انرضّ.
الكاتب محمد الوشيحي كتب بما معناه ان عدم اقتناعه بأداء رئيس الوزراء، وعدم رضاه عن طريقة عمله، قضى على اللهفة في نفسه في معرفة أركان الحكومة الجديدة، وبالتالي لم يضع يده تحت خدّه منتظرا تشكيلها، ولن يهتم اذا زعل بسبب ذلك رئيس الوزراء.


فلنفترض ياسادة يا كرام، مجرد افتراض ان حكامنا، الشر بره وبعيد، ليسوا الصباح انما حزب فائز في انتخابات، عاد الانتخابات نزيهة أو مزورة هذا أمر آخر، لنفرض كما قلنا ان من يحكمنا هو الحزب الفائز بأكثرية الأصوات، كما كان الحزب الوطني في مصر، وحزب البعث في العراق وسورية، وحزب النميري في السودان، وجماعة آيات الله في ايران، وهذا الحزب هو من سيشكل الحكومة، ويختار رئيس وزرائها، فهل سيفرح وقتها الوشيحي وجماعته بتشكيلها، دع عنك ان يعترضوا عليها، ان كانوا ينتمون لحزب آخر أو لجماعة مختلفة تقف معها على طرفي نقيض.


لنتخيل، كفانا الله السميع العليم، ان من يحكمنا دكتاتور قفز على الحكم مثل القذافي، أو متفرد في الحكم مثل كاسترو، أو مجنون عاشق لنفسه مثل الراحل هيلاسيلاسي، أو رئيس ما صدق على الله يمسك البلد مثل علي عبدالله صالح، فهل ستحصل الحكومة المشكّلة من قبل هؤلاء على رضا كل المواطنين في البلد، ويأتي في مقدمتهم البراك والوشيحي والديين والجاسم وطاحوس والخطيب والطبطبائي والحربش والنفيسي وآخرون مثلهم وشرواهم، واقفون دائما مثل العظم في البلعوم، أمام اختيارات الشيخ ناصر المحمد لوزرائه.


يا جماعة الخير، الوزراء الذين يختارهم سمو رئيس مجلس الوزراء أبناء للكويت، وهم أبناء وأقرباء لكم، فاذا فشلوا في تحقيق التطلعات، ولم يبذلوا الجهود المطلوبة منهم، وكان اهتمامهم أكثر بمصالحهم، ولم يحققوا ثقة رئيس الوزراء فيهم، فالعيب فيهم وليس في من اختارهم، خاصة اذا كانوا ممن يرتدون أقنعة التديّن أو الوطنية، أو التعفف، فمتى ستفهمون ذلك!