أقلامهم

الدعيج للمعترضين على كتابة الكلمات المسيئة: كتبها غر لا يعي آثارها خير ياطير

عبداللطيف الدعيج

 فكوا الارتباط… فكوا الارتباط

الى متى ستستمر الحكومة والدولة بكاملها في احتضان المجاميع الدينية، وفي الافساح للنفوس المريضة من الاتجاهات المتطرفة المجال الواسع لنشر جراثيمها وعفنها بين جنبات المجتمع؟ الى متى تبقى ابواب مدارس التربية مشرعة امام المتطرفين لشحن الناشئة وغرس التعصب والعبودية والاتباع في نفوسهم؟ الى متى يبقى اطفال الكويت، وحتى شبابها، مرتعا خصبا تجهزه السلطة بالقوة لاحتضان التطرف وتشرب التعصب والارهاب؟ الى متى يبقى الاعلام الرسمي موجها لتأصيل التدين ولاعداد الناس لتقبل التوجيه والشحن الديني الطائفي؟

بالامس بغيتوها طرب صارت اليوم نشب، التحالف مع مجاميع الردة الدينية ربما كان مقبولا وحتى ضروريا امام خطر المد اليساري ودعاوى تبني الفكر والاتجاه الشيوعي، وسيادة الراديكالية والثورية بين المجاميع السياسية ذات الاتجاه الوطني او الثوري. اليوم الكل يجنح للسلم عدا مجاميع التطرف، والكل يؤمن باهمية الحوار والالتقاء بينما تبقى اتجاهات الردة والتعصب الديني على دمويتها ويزداد عنفها وولعها بسحق الغير يوما بعد يوم. 

لماذا تنقلب الدنيا على كتابات تافهة كتبها احمق او ربما غرّ لا يعي معناها او آثارها السياسية والاجتماعية؟ كيف سيتأثر من توفاه الله وبشّره الرسول بالجنة بشخابيط وخرابيط على طوفة حائط؟ ليس ما يحدث انتصارا لهذا الصحابي او الامام، بقدر ما هو تعبير فج عن الرغبة المجنونة في سحق الاخر ونفي الغير. ليس عاقلا من سينتفض ويضع امن البلد واستقراره على شفير الهاوية بسبب شخط هنا او حجر تم القاؤه هناك، وخير يا طير.. لو تم التعامل برصانة وجدية مع كل مظاهر الشحن والتأجيج الطائفي لاندثرت ولما حتى شعر بها احد. لكن هناك النفوس الضالة والاهواء المريضة والمصالح المغرية، لهذا يجري استثمار كل شيء واي شيء… ولدينا مقدار هائل من التخلف والسذاجة يفسحان مجالا واسعا لكل متصيد وقناص للفرص.

ان الوضع ليس خطيرا، بل هو يزداد خطورة في كل لحظة ومع صرقعة كل نائب ومتمصلح لا يخشى الله ولا يرعى للوطن ذمة. لهذا فان المطلوب رد حاسم و«ثوري» يسعى بوضوح ولا مواربة الى وضع الدين في مكانه الصحيح، داخل النفوس وفي دور العبادة وليس في الدستور ولا في القوانين ولا في مدارس التربية، وبالتأكيد ليس ليلا ونهارا في تلفزيون الدولة.