فن وثقافة

دفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة
وفاة عبدالله عبد الجبار .. أحد رواد الأدب والنقد في السعودية

خسر المشهد الثقافي في السعودية أحد الأسماء اللامعة في تاريخ الأدب والفكر، والذي وافته المنية يوم السبت الماضي، في مكة المكرمة، وووري جثمانه الثرى في مقابر المعلاة بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام.
 
عبدالله أحمد عبدالجبار: أديب وناقد سعودي رائد من مواليد عام 1920. تخرّج من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. عُيّن مديراً للمعهد العلمي بمكة سنة 1947. ثم عين مديراً للبعثات السعودية في القاهرة سنة 1950 وكان له صالون أسبوعي شهير هناك.

تولى أمانة “رابطة الأدب الحديث”. اعتقل في القاهرة لمدة 10 أشهر بعد نكسة 1967 دون تهمة واضحة ليهاجر بعدها إلى لندن، ثم عاد إلى السعودية سنة 1987 مستشاراً لجامعة الملك عبدالعزيز ثم مستشاراً ثقافياً لشركة (تهامة) للإعلان والعلاقات العامة.

ويصف الصحافي السعودي أحمد عدنان عبدالله عبدالجبار بأنه من أنبل وأثقف رجالات الحجاز وأكثرهم استقامة ونزاهة وترفّعاً عن الماديّات. بدأ حياته العمليّة أستاذاً مرموقاً للأدب العربي في المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة في مرحلة الثلاثينيّات والأربعينيّات الميلاديّة، واهتم – حينها – بالنشاط اللاصفي (وتحديداً النشاط الأدبي والثقافي لطلاب تلك المرحلة من خلال ما كان يُعرف – آنذاك – بالمسامرات الأدبيّة)، وصاحب هذا بزوغ نجمه كأديب وناقد ومؤلف عبر الصحافة السعودية.
 
في الخمسينيّات الميلاديّة نُقِلت وظيفته إلى القاهرة كمراقبٍ عام للبعثات السعودية، وضمّت تلك البعثات أولئك الطلبة الذين أصبحوا – فيما بعد – نخبة الإدارة العليا في المملكة كأحمد زكي يماني وإبراهيم العنقري وأحمد صلاح جمجوم وعبدالعزيز الخويطر وحسن نصيف وأحمد محمد علي وأمثالهم.
 
وأثناء وجوده في مصر اختارته جامعة الدول العربية في المعهد العالي للدراسات العربية التابع لها مُحاضراً في المعهد، وقدّم من خلاله محاضراته المشهورة (التيّارات الأدبيّة في قلب الجزيرة العربيّة) والتي تشمل الشعر والنثر، وتعتبر هذه المحاضرات – الكتاب لاحقاً – أول تطبيق لأسس ونظريات النقد الحديث على أدب الجزيرة العربية.
 
من أهم مؤلفاته: (التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية)، (الغزو الفكري) و(قصة الأدب في الحجاز) الذي ألفه بالاشتراك مع الناقد المصري د. عبدالمنعم خفاجي.