منوعات

جائزة جبران خليل جبران تكرم ثوار مصر

في نهاية القرن قبل الماضي وصل إلى شواطئ الولايات المتحدة صبي لبناني هربا من ظروف معيشته في بلاده ليعيش على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي مرحلة تاريخية اتسمت بالثورة والدعوة إلى الاستقلال وإلغاء العبودية وتحرير النساء وهي المرحلة التي تركت فيه تأثيرا عميقا.
 
كبر الصبي جبران خليل جبران في أميركا متأثرا بما عاشه فيها ليصبح شعره وفكره انعكاسا لظروف عصره مما أدخله في مرحلة النضوج في صراع مرير نحو التغيير يشبه إلى حد كبير ما يعيشه الشرق الأوسط حاليا بعد أن قرر مجموعة من الشباب تغيير أنظمة سياسية ظلت قائمة لعقود.
 
وكان الحديث عن ثورات هؤلاء الشباب حاضرا وبقوة خلال توزيع جوائز “جبران خليل جبران” في واشنطن والتي فاز بها عدد من ابرز النشطاء في ميدان حقوق الإنسان في أميركا والعالم العربي.

وقد مثلت هذه المناسبة فرصة للحديث عن أحداث الشرق الأوسط وتبادل الرؤى حول المرحلة القادمة في المنطقة.
 
وقدمت روايات المشاركين في الثورة المصرية التي تم تكريمها من جانب الجهة المسؤولة عن جوائز “جبران خليل جبران” صورة عن التعامل الإنساني في خضم هذه الثورة التي خلقت مبادرات جديدة غيرت من نظرة العالم النمطية للشرق الأوسط.
 
ومن ابرز الأمثلة على ذلك جواد النابلسي احد الناشطين المصريين الذي آثر انضمامه إلى المتظاهرين بعد ثلاثة أيام من انطلاق الثورة ومواجهته لقوى الأمن وهو الأمر الذي افقده إحدى عينيه فقرر إنشاء مركز اتصال للطوارئ من اجل ربط جرحى ميدان التحرير بالأطباء والمستشفيات.
 
وكانت هذه الفكرة وليدة دقائق طويلة من الألم مرت على جواد النابلسي وهو يبحث عن مستشفى لمعالجة عينه.
 
ويقول النابلسي عن ذلك “جاءني أحد عناصر الشرطة السرية وقال لي توقف، فتوقفت للحظة وقلت له كم تتقاضى راتبا شهريا، كم مرة تتناول اللحم شهريا؟ هل أنت سعيد؟ هل تظن أن الوضع جيد على هذا الحال؟ هل هذه هي الحياة التي يجب أن تعيشها؟ رد علي الرجل وقال لي كلا، فقلت له أنا هنا من أجلك، هناك خطأ ما في النظام وعلينا نحن مسؤولية التغيير.”
 
وبدورها تقول دينا عامر التي ولدت وترعرعت في الولايات المتحدة وكانت تعمل منتجة في قناة CNN الأميركية في ميدان التحرير إبان الثورة إنه “على جميع العرب الأميركيين المشاركة في بلدانهم الأصلية التي تشهد لحظات تغيير تاريخية. كلنا نفيد عملية التغيير هذه، الجميع سيصنع التغيير حينما يقوم بأي خطوة تفيد ما يحدث، علينا سواء كنا في أحد بلدان المنطقة أو هنا أو في أي مكان في العالم إعادة الاتصال يبعضنا البعض من جديد مع جذورنا ومع الناس ودعوة المنظمات والحركات الدولية للمساعدة في دفع هذه البلدان على الطريق الصحيح.”

من جانبه أكد كبير موظفي البيت الأبيض وليام ديلي أن واشنطن ستقدم كل ما في وسعها لدعم الدول التي نجحت الثورات فيها في الآونة الأخيرة مثل تونس ومصر، من أجل أن تكون مثالا يدعم تحركات باقي شعوب المنطقة.
 
وأضاف أن ” إدارة الرئيس أوباما ستقدم في مرحلة ما بعد الأحداث الأخيرة في الشرق الوسط العديد من المبادرات الجديدة التي ستعمق من العلاقات الاقتصادية في المنطقة” مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على سبيل المثال اقترحت صندوقا استثماريا أميركيا مصريا وآخر تونسي أميركي من أجل تقديم المال للشركات التي ستعمل في أسواق هاتين الدولتين.
 
يذكر أن الاحتفاء في جائزة جبران خليل جبران لم يقتصر فقط على الثورة المصرية بل امتد ليشمل مؤسسة مدافعة عن المرأة هي مجموعة ” أصوات حيوية” التي تقدم الدعم للمرأة في جميع أنحاء العالم من خلال دعم قدراتها القيادية لتكون محركا رئيسيا لنشر السلام وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 
وحصل حاكم ولاية انديانا ميشال دانيال، وهو أميركي من أصول سورية على جائزة “نجيب حلبي” للخدمة العامة نظير التغييرات الاقتصادية الكبيرة التي عاشتها الولاية في عهده.