أقلامهم

الشايجي يضحك على “القومجية العرب” الذين تبدلت مواقفهم ويرى أن انضمام الأردن والمغرب لدول مجلس التعاون قائم على مبدأ التكامل

الأخوة الأعداء


لعل أهم ما ذاع من أخبار في الأسبوع الأخير هو خبر طلب انضمام الأردن والمغرب إلى «مجلس التعاون الخليجي».
وثار الخبر بين الكتاب والمحللين السياسيين، وحللوا أبعاده من النواحي جميعها والأسباب والنتائج.


ولست هنا لأحلل ولكن لأبدي استغرابا لافتا لفتني وأنا أتابع كتابات وأقوال بعض الكتاب والمحللين من فئة «القومجية» أو ـ القوميين العرب ـ والذين يدعون في شعاراتهم إلى وحدة «الوطن العربي» من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي وهو شعار زعيمهم الرئيس المصري الراحل «جمال عبدالناصر».


الغريب أن هؤلاء «القومجية» كانوا أكثر أولئك المحللين والكتاب استهزاء وتندرا ورفضا وتعييبا لانضمام الأردن والمغرب لمجلس التعاون وطعنوا فيه مطاعن عدة، مثل قولهم إنه يجيء للمحافظة على ما تبقى من عروش الحكم الوراثي العربي في ظل هذه الثورات التي تسري في الدول العربية مسرى النار في الهشيم، وتندرات واستهزاءات اخرى يسوقونها لإثبات ما يزعمون.


والذي نعرفه ويعرفه أولئك قبلنا أن مبدأ القومية العربية قائم على فكرة وحدة الوطن العربي، فلماذا يزورون عن مبدئهم ويخالفونه وقد حمل بذوره الأولى في توسيع منظومة دول مجلس التعاون التي قد تكون نواة للوحدة العربية التي يطالبون بها ويُصلون لله مبتهلين لكي تتحقق؟!


ولا ينسون ولإثبات صدقيتهم أن يحشروا البعد الجغرافي في هذه القضية ليقولوا إن الأردن لا تطل على الخليج وأن المغرب بعيدة عن دول المجلس!


وهذه أثارت شيئا من ضحكي عليهم لأنهم نسوا أن زعيمهم وأقصد «عبد الناصر» كان أقام وحدته الفاشلة عام 1958 مع «سورية» البعيدة عنه جغرافيا ولم يقمها مع «السودان» الواقعة على حدوده الجنوبية ولا مع ليبيا المتاخمة لحدوده الغربية وكنا كلنا وقتذاك مهللين لتلك الوحدة ومرددين أناشيدها وراقصين على مزاميرها، بحكم توهمنا وسذاجتنا وبراءتنا وغضاضة أعمارنا، بحقيقة الوطن العربي الواحد والأمة الواحدة وبقية الشعارات الجوفاء الخربة.


أما انضمام الأردن والمغرب لدول مجلس التعاون فهو قائم على مبدأ التكامل وليس فيه ما يحتمل شماتة الإخوة الأعداء.