أقلامهم

وصلاح الساير مستغربا دعوة المغرب للانضمام إلى الخليجي: كل الدعوات الوحدوية مثل “افتح يا سمسم”

لغز الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي إلى المملكة المغربية للانضمام إليه، لغز لايزال مبهما وعصيا على فهم الأذهان الخليجية المشدوهة والواجمة من هول هذه الدعوة المفاجئة، ففي الوقت الذي يلح فيه الخليجيون على قادتهم بتعميق التجربة الوحدوية وتعزيز الخطوات الاتحادية بين دولهم الست المتلاصقة على ضفاف الخليج وبحر العرب طارت أنظار القمة الخليجية وحلّقت بعيدا لتحط على شطآن المحيط الأطلسي.
ثلاثون عاما والدول الخليجية بجميع طاقاتها الرسمية والشعبية تحاول جاهدة نسج هوية «خليجية» واحدة تتناسب وأحلام شعوبها وتعكس خصوصيتها وتسد نواقصها، وبعد أن اقتربت هذه الهوية المأمولة من الاكتمال، ودنت قطوف الأحلام، وضاقت فجوة النواقص، وباتت الخصوصية واضحة للعيان – حتى أصبح الخليجيون يحلمون بالوحدة الكونفدرالية – انقلبت الطاولة، فجأة ودون مقدمات، وتبعثر الحلم في التخوم القصية.


مع شديد الاحترام للمغرب شعبا ومليكا يبقى هذا اللغز غريبا وضرره أكثر من منافعه المزعومة، خاصة الضرر المتمثل في شرخ الوجدان الخليجي ودفعه نحو الشعور بالمؤقت وان جميع المظاهر الوحدوية التي عاشها ليست أكثر من شعارات عرضة للتمزيق أو انها عمل آخر من أعمال مؤسسة الإنتاج البرامجي الخليجي المشترك مثلها مثل «افتح يا سمسم»!