أقلامهم

الهاشم يتهم الطبطبائي والحربش بالتسبب في معركة النواب ويتخوف من تحول عصا السيد إلى زناد ومسدس

 فؤاد الهاشم 

حرب.. «العقال» و«العمامة»!!

.. كثيرون قالوا لي انهم قرؤوا سطرا كتبته في هذا العمود صبيحة يوم حرب «العقال.. والعمامة» الموافق الثامن عشر من مايو والذي قلت فيه.. «ان الممارسات البرلمانية اشبه بمجموعة – مصبنة – تجلس امام بقالة»، وكأنه.. «توقع سيد اصلي» خاصة وقد حدث بعد ساعات قليلة على صدور جريدة «الوطن» في صباح ذلك اليوم.. الحزين!! قلت لهؤلاء انه – حتى الاعمى – ليس بحاجة الى عينين ليشعر بحرارة النار اذا اقتربت من جبهته، فكيف وهي تبدأ في التهام اطراف دشداشته وتلسع.. و«تحسحس» شعر.. ساقه؟! لم اتفاجأ بما جرى داخل مجلس الامة، بل كنت متوقعا حدوثه في أي لحظة، وأي وقت، وأي مكان داخل حدود دولة الكويت – وليس تحت قبة «عبدالله السالم» وحدها – اذ ان «البعرة تدل على البعير، والاثر يدل على.. المسير»!! والامر لا يحتاج لان تكون «سيد اصلي او صجي او تقليد» او تتعامل مع.. «بلورة ثابت الالوسي» في.. لندن!! كنت حريصا على التدقيق في الصور المنشورة لمعركة «العقال – والعمامة» مركزا على ملامح وجوه المتصارعين ومدى انفعالها، ولاحظت ذلك «العنف المستتر» الذي لم يكن يظهر في تلك اللقاءات التلفزيونية او الندوات لهؤلاء النواب، فـ«الحربش» – مثلا – تبين ان «هدوءه المفتعل وكلماته الهادئة وصوته المنخفض» – وكذلك «المملوح» – انما هو نوع من انواع «التقية – السلفية»، اذ ليس الشيعة – وحدهم – من يحصلون على «التهم الجاهزة» في هذا الامر، بدليل ذلك العنف الذي مارسته تلك «اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة» مع «القلاف والمطوع»، حين مارسا حقهما في ان يقولا ما يشاءان داخل المجلس حتى ولو لم يكن عقلانيا او منطقيا – من وجهة نظر نواب «الهوشة» – وكان بإمكان اهل «التقية – السلفية» الذين يتحدثون الى ناخبيهم وكأنهم «بنات ابكار ومخفرة ومستحية»، أن يردوا على الكلمات.. بالكلمات لا بـ«البوكسات» و.. اللكمات!! الخسارة ليست في «سواد وجوهنا» امام القريب والبعيد بسبب ما حدث، ولا في تحسرنا على ايام نواب الستينات والسبعينات، ولا في تلك الديموقراطية التي حسدنا عليها الاشقاء العرب ممن كانت الدبابات تحتهم ومجالس قيادات الثورة.. فوقهم، في زمن مضى.. وانقضى، بل ان ما اخشاه – واكاد اراه – ان تتحول «عصا السيد» الى «حديدة وزناد»، و«عقل المطاوعة» الى «اقواس و.. نشاب»!! لقد ضاع منكم هذا الوطن – ذات يوم – وبكيتم عليه كالنساء حتى اعاده لكم ملوك النصارى وشيوخ الامم لكن، هذه المرة سيكون احتراقا لن يترك خلفه الا رماد احقادكم و.. احزانكم عليه! ثوبوا الى رشدكم او استعدوا للجلوس «.. كالأيتام على موائد اللئام»!!.