أقلامهم

ماهو موقف القلاف من القنابل في الشعيبة .. وبماذا يصف من فجروا المقاهي الشعبية .. فهد العازب

د.فهد عامر العازب

T.N.T … و القلاّف

كثيرا مانسمع من الآخرين محبة الكويت واهلها والوحدة الوطنية، ان المواطن الكويتي وان بلغ من السوء مبلغه، فله من الحقوق والواجبات، وان كان مخالفاً لنا في الرأي فيجب علينا المطالبة بتلك الحقوق والواجبات، فهذا (التنظير الأجوف) كثيراً مانسمعه لاسيما من اعضاء مجلس الامة ولكن الحقيقة والواقع يحكيان خلاف هذا، فقبل ايام قليلة توجه غالبية من النواب في جلسة يوم الاربعاء للمطالبة بمعتقلين كويتيين (الغوانتانامو) حيث كان للحكومة توجه للمطالبة فيهم ولكن وللاسف الشديد عكر النائب القلاف هذا التوجه وافتعل المشادة الكلامية بينه وبين الاعضاء الباقين – الحربش والطبطبائي وهايف – ووصفهم بالارهابيين والتكفيريين!! مما أوقع مالا يحمد عقباه، وفي هذه الحادثة عدة امور:

أولاً: ان اهل الكويت قديما وحديثا يتميزون بقوة العلاقة بينهم وبين بعض، وهذه العلاقة ليست متولدة من (رحم النسب) بل هي من (رحم المواطنة) فالمحبة والالفة والرحمة بين المواطنين مساحتها كبيرة، فالمواطنون المعتقلون في (الغوانتانامو) وان كنا نخالفهم في سبب ذهابهم للدول الاخرى واعتقالهم فيها وايضا لانرتضي طريقتهم وتعاطيهم لتلك الاحداث، ولكن في الجانب الآخر لانرضى ان يمكثوا تسع سنين هناك وبدون محاكمة عادلة، فهذا من الظلم الذي لانرتضيه لنا ولا لغيرنا من مواطنينا، فلابد ان نطالب بهم كما طالبت باقي الدول بمعتقليهم، فنحن ولله الحمد عندنا، قضاؤنا العادل والنزيه، فان كانوا مدانين فالحق يأخذ مجراه، وهناك مؤسسات اصلاحية في الدولة تتعامل بشكل ايجابي مع هؤلاء، واما تركهم هملاً وعدم المطالبة بهم فهذا من عقوق المواطنة الذي لا نرتضيه لهم.

ثانياً: رمي النائب القلاف لهؤلاء المعتقلين ومن طالب بهم بانهم ارهابيون وتكفيريون!! فهذا الكلام لايحسن من نائب يمثل شريحة كبيرة من المواطنين، فهل اطلع القلاف على افكارهم وآرائهم وسيرتهم الذاتية ووقف على حقائق وبراهين تدينهم بالارهاب والتكفير؟؟ ام هو رمى الكلام جزافاً على اشخاص لايعرف حقيقتهم، فهل هذا من العدل وهل هذا الخطاب يتوافق مع المحبة والوحدة الوطنية والتي سأمنا من سماعها وتكرارها من دون تطبيقها على ارض الواقع.

ثالثاً: هناك حالات تعتبر سابقة كحالة (المعتقلين في الغوانتانامو ) بل تعتبر اكثر ضرراً على امننا واستقرارنا من المعتقلين في (الغوانتانامو)، فقد كان من مواطنينا اداة في يد الغير، ويتبع اجندات خارجية في زعزعة امننا واستقرارنا – وذلك قبل الغزو العراقي ويتمثل ذلك في تفجير المقاهي الشعبية والمنشآت الحيوية في البلاد، فلم نتبرأ من هؤلاء المواطنين، والذين نحسن الظن بهم الآن، ونقول قد غررّوا بهذه الافعال المشينة ولم نقل اتركوهم فان هؤلاء تكفيريون وارهابيون، بل نراهم الآن منخرطين في المجتمع الكويتي، فهذا الذي نطالب به .

رابعاً: هناك سؤال يدور في ذهن كل من راقب تلك الاحداث والبوكسات بين النواب، وهو: هل هناك اجندة معينة لدفع بعض النواب لفعل هذه (الحركشات) حتى تغير مسار مجلس الامة وعلى إثرها يتحقق مايريده البعض من تعطيل الجهة الرقابية؟!!

???

تمكنت الجهات الأمنية من كشف متفجرات T.N.T في ميناء الشعيبة، فنحمد الله اولاً على كشف هذه الامور قبل استخدامها، والشكر موصول للجهات الامنية المتمثلة في وزارة الداخلية وندعوهم للعمل الدوؤب في حفظ أمن الكويت، فهم العيون الساهرة، والامر الآخر لابد من النواب الذين يصفون غيرهم بالارهابيين والتكفيريين ان يستنكروا هذه الفعلة، وان ينصب اهتمامهم على حماية مواطنيهم ومؤسساتهم من العابثين خير لهم من تمزيق المجتمع الكويتي بألفاظ يعرف بطلانها الصغير قبل الكبير.