أقلامهم

الصالح يناشد القلاف لبس اللباس الشعبي الكويتي داخل مجلس الأمة واللباس الديني خارجه

الله.. الله بالعمامة يا بوصادق

عبدالهادي الصالح

هوشة اللكمات الأخيرة بمجلس الأمة كانت متوقعة في اي لحظة، والله يستر وينجينا مما هو قادم من شدائد الفتن ـ لا سمح الله ـ إذا استمرت الامور على ما هي عليه من هذا التأزم والاحتقان الذي امتزجت فيه الأسباب السياسية بالطائفية بالقبائلية بالاصطفافات وراء الاحداث الاقليمية، كلٌ يغني ويدلل على ليلاه، في حراج الاهواء والاجندات الخارجية، ضاعت فيه المعايير الاسلامية والوطنية واستبدلت بالموازين المزدوجة والله تعالى يتوعد المطففين الذين يخسرون الميزان، وفي خضم ذلك ضاع صوت العقلاء وقوي صوت الجهلاء من نواب وكتّاب وسياسيين وإعلاميين.

ففي كل يوم هوشات لفظية فجة وقبيحة تطل علينا من خلال مقالات وحوارات ومنتديات ومواقع إلكترونية، وحشد شوارع في تقليد اعمى لما يجري في دول انظمة الجور والظلم المستبدة، هذه الهوشة البرلمانية هي امتداد لشخابيط السب والشتائم ضد الرموز الدينية وامتداد للهجوم على بعض المساجد بالتكسير والأعمال القبيحة على بيوت الله هي امتداد لتهديد بعض النواب بالقتل عبر المسجات، هي امتداد لمن ينعت زميلته النائبة في مجلس الأمة «بأنها باعت نفسها في سوق النخاسة» هي امتداد لمن يتجاسر بلغة رعناء: الكويت بلد سني وعلى الآخرين ان يرحلوا باللنجات (سفن خشبية) التي تنتظرهم في النقع البحرية (هذه النقع التي تعاون الكويتيون الأوائل جميعا في بنائها صخرة فوق صخرة)… إلخ.

ولا نبالغ في ذلك فهذه ثقافة الفجور في الخصومة قد ازدادت واتسعت وتعمقت دون ان تواجهها حتى الآن خطة وطنية شاملة للقضاء عليها وعلى آفاتها، وبدأت تطغى على ثقافتنا الدستورية الأصيلة ديموقراطية الرأي والرأي الآخر، هوشة النواب الاخيرة لم تكن إلا نتاج هذه الثقافة الطارئة التعيسة.

? النائب الفاضل السيد حسين القلاف بالإضافة الى صفته البرلمانية المنتخبة فإنه يحمل سمة العلماء الروحانيين بلباسه الديني الذي تعتليه العمامة والتي هي تاريخيا امتداد لعمامة رسول الله وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. كم هو محزن ان نرى العُقل والغُتر مرمية على قاع قاعة عبدالله السالم والمحزن اكثر ايضا مجموعة «بريهات» حرس المجلس وعليها شعار الدولة في الأرض، والأشد إيلاما ان نرى العمامة وقد تدحرجت على الأرض وانفلتت وداستها الأقدام (كما هو واضح في الصور التي نشرتها «الأنباء» يوم 19 الجاري) لقد عبرت عن خوفي على العمامة يوم الإعلان الأول لدخول السيد القلاف المعترك الانتخابي 1992 واتمنى الآن على السيد بوصادق ـ وقد اصبح نجما في مجلس الأمة ـ والحال انه لا يأمن على هذه العمامة من الإهانة ان يحفظها بأن يرتدي اللباس الشعبي الكويتي داخل مشاحنات مجلس الأمة ويكتفي باللباس الديني خارجه، كما يفعل في سفراته إلى أوروبا وبعض الدول ـ كما رأيناه في بعض الصور ـ وهي ليست بدعة فبعض علماء الدين يلتزمون بالزي الشعبي اثناء قيادتهم للسيارة ومراجعاتهم للدوائر الرسمية لإنجاز معاملاتهم، وهو امر لا يمس وقارهم بل يزيدهم احتراما بقدر احترامهم لقدسية العمامة ورمزيتها.