أقلامهم

جعفر رجب: الشعبي يستفرغ طائفية.. والدليل تأييد الاستجواب الطائفي لرئيس الوزراء

جعفر رجب 

الشعبي يستفرغ طائفية

قبل يومين كتبت ساخرا من الاستجواب الثلاثي «وليد، هايف، الوعلان» لرئيس الوزراء، ولم اعتبره سوى ورقة كوميدية في زمن الملاقة السياسية، ولكن تبين لنا ان ملاقة «الشعبي» فاقت الجميع، عندما قررت المشاركة، وتأييد الاستجواب، وهي تعلم يقينا بان الاستجواب سيحال للمحكمة الدستورية!

ان يقدم الثلاثي السالف ذكرهم استجوابا طائفيا، يرون فيه مجموعة من الشعب الكويتي عملاء، ومنتمين فكريا لايران، فهـذا امر منطقي، ورأي لا يخفونه، بل يزايدون عليه لمكاسب انتخابية، اما ان يخرج لنا «سوبرمانات» الشعبي مؤيدين ما جاء في الاستجواب فهذه حماقة وملاقة، الا اذا ايدوا الاستجواب «عمياني» ودون قراءته!

لا ابالغ ان قلت ان صحيفة الاستجواب جريمة بحق الكويت، لما فيها من تحريض وتمزيق للوحدة الوطنية، ولما فيها من «نتانة» اخلاقية تعتبر فئة من المواطنين عملاء وجواسيس!

وسأعرض على «ضمير الامة، وعراب الدستور، وزعيم النواب العرب، وجيفارا الكويت» بعض المقاطع المخلة بالشرف والحياء والوطنية في صحيفة الاستجواب، حيث كتبوا – الثلاثي – وبكامل قواهم العقلية، اسباب استجوابهم لرئيس الوزراء كالتالي:

• »تغاضي رئيس الوزراء عن تورط وسائل إعلام كويتية في إثارة الفتنة في البحرين»!

• «سكوت رئيس الوزراء عن الحملات المغرضة الموجهة (لدول التعاون وقادتها) من قبل بعض الأبواق المحلية المتعاونة مع إيران»!

• «استجابة رئيس الوزراء لضغوط البعض من نواب وسياسيين وبعض الصحف والقنوات المحسوبة على فكر النظام الإيراني على الرئيس بعدم إرسال قوات للبحرين»!

• تراخي الحكومة في التصرف الحازم أمام محاولات التغلغل لإيران وما يتبعها من جهات ومنظمات، وإن تفسيرنا ـ وكثيرا من الكويتيين ـ لذلك أن السيد رئيس الوزراء يتخذ من المجاملة السياسية الزائدة لأدوات التغلغل للنفوذ الإيراني!

هذا ماكتب وبالنص، ونتساءل مع «الشعبي» وما يستفرغونه من شعارات «الدستور، والوطنية، والوحدة ودولة القانون…» هل اتهام المواطنين بالعمالة لايران من الدستور؟ هل التشكيك بولاء النواب للوطن من الدستور؟ هل التحريض على وسائل الاعلام ايا كان توجههم من الدستور؟ اي دستور هذا الذي يقول ان نائب الامة يخون الامة؟ اي دستور عفن هذا الذي تقرؤونه، ولم يقره يوما اهل الكويت؟!

ايها «الشعبي» الكثيرون يختلفون معكم، واغلبهم يراعون شرف الخصومة ويحترمونكم… ولكن بعد «تبصيمكم» على تخوين فئة من الكويتيين، نتساءل هل بالفعل تستحقون الاحترام، هل تستحقونه وانتم تعتبرون الشعب الكويتي عملاء لايران ويقبضون بالتومان، وجواسيس ومندسين؟! شخصيا كان عندي قليل احترام في جيبي لكم، وتخلصت منه!

ايها «الشعبي» كم عميلا ايرانيا اعتقلت الكويت منذ نشأتها حتى الآن، نعم اعتقل الكثير منهم في الثمانينات بعشرات التهم، بدءا من الارهاب الى التخطيط لاسقاط النظام! ولم يكن منها ابدا العمالة والتجسس للاجنبي… فمن اي ماخور سياسي اكتشفتم عملاءهم وتجسسهم، ايها الشعبيون الوطنيون الشرفاء الاتقياء!

متى ستتعلمون اخلاق الاختلاف، وان الجميع، ابناء مخلصون للكويت، وان الولوج في اناء الاصول والانساب والمذاهب حديث العجائز والعاجزين، لا حديث الرجال المخلصين!

متى تتعلمون انه لا فائز في التنافس على الغباء السياسي، والفائز الاكبر هو الخاسر الاكبر فيها! 

لعنت شياطينكم يا ممثلي الأمة، متى تتعلمون ان تكونوا نوابا للأمة لا إماتا لطوائفكم وقبائلكم!