أقلامهم

بدأ الصراع بين الشباب والحكومة .. من يفرض إرادته؟ .. طارق المطيري

 طارق نافع المطيري

لماذا توجه الشباب لساحة الصفاة؟

ساحة الصفاة هي ساحة تاريخية يلتقي فيها الكويتيون القادمون من البادية مع كويتيي الحاضرة لشراء البضائع والغنم والإبل وغيرها ، اكتسبت صفة نضالية من أجل الحرية بمقتل الشهيد محمد المنيس فيها سنة

 1939 م و الذي قتل لأنه طالب بحقوق الشعب الكويتي.

تحوي نافورة يحيط بها مدرجات وضعت للجمهور أصلا ، تقع في طرف السوق وليس في منتصفه يحيط بها من الجنوب شارع ثم مبنى البلدية ومن الشرق شارع كذلك ثم برج بيتك ولا يوجد أي محلات في هذين الاتجاهين ، أما من الشمال والغرب فتوجد حديقة صغيرة مظلمة ومقهى ثم مطعم للمأكولات الهندية وبقالة يوم سعادتهم يوم تجمع الشباب في ساحة الصفاة لزيادة مبيعاتهم ، ثم بضعة محلات لا تتجاوز 10 محلات للتجزئة زبائنها غالبا من الوافدين ، فيكفي التذرع بالسوق والمارة .

في يوم 27122010 م  أعلن الشباب أنهم سيتوجهون لساحة الإرادة تعبيرا عن تأييدهم لاستجواب رئيس الوزراء ناصر المحمد ومطالبين بعدم التعاون معه ، فقامت الحكومة عبر وزارة الداخلية بإغلاق ساحة الإرادة ومنع الشعب من التعبير عن رأيه ومصادرة حقه في التجمع .

وحينها حكم الشباب لغة العقل ولم يدخلوا في أي صدام مع قوات الأمن الذين هم أخوانهم وأهلهم فتوجهوا ليلتها إلى ساحة الصفاة ليعبروا عن رأيهم فيها ، وسار التجمع وألقيت الكلمات وانفض الحشد بسلام وهدوء حتى أن الشباب حملوا أكياس القمامة ونظفوا الساحة بأيديهم ، وتواعدوا على التجمع في ساحة الصفاة الأسبوع القادم .

وفي ليلة 412011م احتشد ما يتجاوز 3 آلاف مواطن في ساحة الصفاة وعبروا عن رأيهم برفض استمرار ناصر المحمد رئيسا للوزراء وبعد انتهاء الكلمات انفض الجمع وعاد الشباب لعادتهم الحضارية في تنظيف ساحة الصفاة بأيديهم وذهبوا لمنازلهم آمنين دون أي تصادم أو أذى لأحد .

الآن ما الذي يشوه هذا المنظر الحضاري للشباب ويسعى للصدام معهم ؟! الحكومة طبعا ، فقد أعلنت الحكومة مرة أخرى بعكس المرة الماضية إغلاق ساحة الصفاة ومنع التعبير عن الرأي فيها والسماح لذلك في ساحة الإرادة التي سبق أن أغلقتها !!

هنا الحكومة تنتقي بمزاجها القانون رقم 651979 الذي ابطلته المحكمة الدستورية والذي صدر في فترة الانقلاب على الدستور وتريد تطبيق قانون ملغي ، بل تريد أن تطبقه على ساحة دون الأخرى وهي هذه الأيام ، تحاول ثني إرادة الشباب وإرهابهم .

إنه للأسف المشهد كما يبدو أن الحكومة أدخلت نفسها مع الشعب وخاصة الشباب وهم غالبية المجتمع في حالة صراع إرادات ، فالحكومة وضعت نفسها ووضعت الشباب في موقع اختبار فإما أن تتغلب الحكومة بالقوة فرض واقع لا يقره القانون ويبطله القضاء ، وإما أن يتفوق الشباب بإرادتهم الحرة ويمارسوا حقهم القانوني في التجمع في ساحة كويتية يسري عليها القانون الكويتي وقد أثبتوا من قبل لأكثر من مره حضارية تجمعهم ورقيه دون أي سعي للصدام والمواجهة .