حسين الراوي
ياخوفي من بكرا
في يوم الجمعة الفائت، أي منذ أسبوع بالتحديد، تكون الكويت قد دخلت في نفق سياسي جديد وخطير جداً. لقد خرج في الجُمعة السابقة عدد من أبناء الشعب الكويتي يتزعمهم بعض نواب البرلمان، وقد أطلقوا عليها جُمعة الدستور، ويكمن الخوف المرتقب في الجُمع المتتالية التي نودي لها في الجمعة السابقة أمام تلك الحشود الكبيرة، وعليه يكون يوم الجمعة هذا هو يوم الغضب حسب تسميتهم له.
ستتوالى الجُمع وسيكون لكل منها اسم جديد يطلقونه عليها، وسترتفع أشكال مختلفة ومتعددة من اللوحات التي تطالب برحيل الشيخ ناصر المحمد رئيس الحكومة عن منصبه، وسوف تسمعون أبناء الشعب يرددون «الشعب يريد إسقاط رئيس الحكومة». مثلما هتفوا بها في أول جمعة من جُمع الاحتشاد، وستسمعون أيضا هتافات أخرى لا تقل حماسة عن الهتافات التي سبقتها. سينظر الكثيرون من أبناء الشعب الكويتي المتحمسون لهذه الجُمع على أنها فُرصة كبيرة وأخيرة وسريعة في التخلص من شخص ترأس مجلس الوزراء منذ عام 2006 وقام بتشكيل ست حكومات من دون تحقيق أي شيء يذكر للشعب وللتنمية في دولة الكويت، شخص بسببه دب الضعف في أرجاء الدولة لاسيما سياستها الداخلية والخارجية، وعليه فسيخرج الكثيرون ممن ينظرون تلك النظرة نحو التجمع ليدفعوا برئيس الحكومة نحو الرحيل. وستكون الأوضاع في الكويت مشتعلة جداً، لأن البلاد ستدخل في حالة طوارئ واستنفار، وحجز واستدعاء أمني، وكلما كانت الحشود كبيرة وغاضبة وعنيفة ستكون المواجهة معها صعبة وقاسية، وليس ببعيد حينها أن تكون هناك اعتقالات كثيرة لبعض المحتشدين. هذا هو سيناريو الأحداث الذي أتوقع أن تكون في الأيام المقبلة في الكويت، إن استمرت الدعوات للخروج يوم الجمعة. إن الأمر خطير جداً ولن يمُرّ دون أن تكون له سلبيات كبيرة، فمن هو الذي يستطيع كبح جماح الشباب الغاضب، من مِن النواب الذين نادوا للخروج في أيام الجُمعة سيستطيع أن يوقفهم عند حدهم إن دبت بينهم وبين العسكر المشاكل، من مِن النواب الذين نادوا للخروج في أيام الجُمعة يتعهد بألا يكون هناك أي عنف سيصدر من الشباب الذي ما أخرجهم إلا الغضب والحماس على بلادهم، من مِن النواب الذين نادوا للخروج في أيام الجُمعة سيراقب كل العبارات التي ستنطلق من أفواه المحتشدين والعبارات التي سيكتبونها على لوحاتهم في ميدان التجمع؟
أنا شخصياً لا تروق لي إدارة رئيس الحكومة منذ عامه الأول في رئاسة الحكومة، ولقد كتبت في شخصه الكريم مقالاً طالبته فيه بالرحيل، لكن لا يعني هذا أن أصمت ولا أكتب أي حرف في مصلحة بلادي حينما أرى أن الكويت ستدخل في مرحلة قاسية لا يعلم نتائجها الوخيمة إلا الله عز وجل. إن ما سيحدث لكويتنا وأبنائنا وعسكرنا هو في ذمة أولئك النواب الحماسيين الذين لم يحسبوها «عدل» ولم يتأملوا ويُدققوا في صلب الأمر الذي طالبوا فيه الشباب للخروج في يوم الجُمع، ويا خوفي من بكره على بلادي.
أضف تعليق