منوعات

من الأوراد الصوفية.. حلاوة القرب

بما أن المسلمين يُكثرون من الذكر في أيام الجمع، وبما أن غالبية أهل الخليج لا يتابعون ما يدور في حلقات الذكر الصوفية والأوراد الصوفية، فقد اختارت سبر وِرداً جاء على هيئة حِكَم.. بعنوان “حلاوة القرب”، وهي من حِكم للطريقة الحامدية الشاذلية، إحدى الطرق الصوفية.. كتبها أحد شيوخ الطرق الصوفية:


“الحلاوة والطلاوة لذة رحيق الشراب الفائض من نور اللطيف.. وكل حلاوة آتية من حلاوة، فالحلاوة العليا مستمدة من الحلاوة الدنيا، وبين الحلاوتين حلاوات، فمن ذاق الحلاوة العليا انصرف عن الحلاوة الدنيا، ومن ذاق الحلاوة الدنيا ظلّ في اشتياق إلى الحلاوة العليا، فالحلاوة فيك تحسها في فيك، ترفعك وترقّيك، وبكأسها تسقيك، وترشدك وتهديك، وتثبتك وتنقيك، فإن امتلأتَ حلاوة رشحتَ حلاوة، وسرَت الحلاوة في كلامك، فكل أفعال أهل الحلاوة حلاوة، وأهل الحلاوة لا يتكلفون ولا يتزينون لأحد، فيا أيها الحلو، أعطنا قطعة من حلاوتك لعلنا نذوق تلك الحلاوة فنحلو، وإذا عرفنا لذتها لزمنا أهل الحلاوة، فنكون تجاراً للحلاوة ونشتهر بها، وتجار الحلاوة ما أحلاهم وما ألطفهم وأشهاهم”.


والمعروف أن من أتباع الصوفية من يعتقد بأن شيوخ الصوفية مكشوف عنهم الحجاب لذلك فهم يطلعون على ما في اللوح المحفوظ، ويعرفون الغيب.
هذا وقد أعرض بعض السالكين (عامة الطرق الصوفية) عن ذكر الله خوفاً من أن يخالطهم الوسواس أثناء الذكر، فحذرهم الشيخ ابن عطاء الله السكندري الصوفي قائلاً:


“لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، ومن ذكر مع حضور يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور، وما ذلك على الله بعزيز”.


ومن المعلوم أن علماء الصوفية عباقرة في اللغة العربية، متمكنون، يتلاعبون بها بحرفنة مذهلة مبهرة.. ويا حلاوة الحلو.