أقلامهم

جعفر رجب يتحدث عن النواب التسعة وقلة حيلتهم ويسميهم نواب العازة ويعتبرهم أيضا النواب المقرفون

التسعة المقرفون
جعفر رجب
نواب العازة عليهم أخذ إجازة، فكثرتهم كقلتهم، وقلتهم كقلة حيلتهم، وحيلتهم تصريح خجول في الجرائد و«التويتر»، حالهم من حال المغردين المساكين من أمثالنا، أو اتصال مؤدب مع وزير الداخلية يستسمحونه العفو والمغفرة إن أقلقوا راحته، ووعد بمتابعة الموضوع!
نواب العازة، مكسحون لا يفيدهم تجبيس ولا حمل عكازة، لا يخطون خطوة إلا بإذن، ولا يرفعون صوتا إلا بإذن، ومن يخالف يُعاقب بـ «لوتة» أذن! أشجعهم أجبن من فرخ نعامة، لن يتحركوا إن نسي المعزب ريموت كنتروله في البيت!
نواب العازة، يشبهون رجال الدروازة بالشكل فقط، والفرق ان رجال الدروازة قوم يُعتمد عليهم، إن قالوا فعلوا وإن فعلوا أحسنوا الفعل، ونواب العازة كالخمر ضررهم أكثر من نفعهم، وناخبوهم والحمد لله لا يعتمدون عليهم، ولا يعتبرونهم ظهرا لهم في الشدائد!
نواب العازة تسعة لو نقصوا تسعة ما أحسسنا بنقص، وإن زادوا تسعة ما أحسسنا بالزحمة، ان قدموا أغلقنا أنوفنا وان ذهبوا «دفعة مردي»، فلا فائدة ترجى من نائب لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فما بالكم بالدفاع عن الناس وحرياتهم!
نواب العازة، لا بهم خجل ولا وجل من ناخبيهم صامتون صمت الأصنام ولا حول ولا قوة إلا بالله، مواطن مُعتقل خمسة أيام بسبب رأي، ولم يتعب أحدهم نفسه أن يرفع هاتفه ويسأل عن حال الولد أو يؤازر أمه، ولولا مسلم البراك أصدر بيانه وأحرجهم لما فتحوا «براطمهم» للحديث عنه باستحياء!
نواب العازة، يعرفون كم التهديدات التي وصلت لبعض مستخدمي شبكات التواصل، ويعرفون أن هناك حدثين في السجون دون اتهام منذ شهر، أحدهما منذ ثلاثة أسابيع محتجز بانتظار خبير الخطوط، ولكن كيف لنواب تعودوا أكل الكافيار الإيراني أن يفكروا بما يأكله ويشربه مواطنون أبرياء في المعتقلات!
نواب العازة، أصحاب شعارات رنانة وكلام فاضي، جوهر لا يحب الاصطفاف ويخاف أن تخترب اصطفافاته، ورولا تبني جمعية، وعدنان الأول صامت، وعدنان الثاني يعالج عينيه، والقلاف يكتب رثاء في صاحبه، وصالح أبدا لا يعرف أحداً في أمن الدولة حتى يتدخل، ومعصومة جاهزة للدفاع عن الرئيس فقط، والدويسان الأهم عنده أن يلم عمامة السيد، ويوسف في يوم التحقيق يبشرنا بأخبار الشركات مع ابتسامة عريضة… نواب يهمهم زيارة كربلاء والنجف ومشهد لمزيد من البركة والأصوات، ولا يتعبون أنفسهم زيارة معتقل رأي، بتحريض من زميلهم النائب وليد!
نواب العازة، «ناصر أبل» – وغيره – لو اتصل أهله بأي نائب لا يعرفهم ولا يعرفونه و«نخوه»، لفتح لهم قلبه قبل داره، وأنتم تغلقون هواتفكم، هربا وخوفا وجبنا على مصالحكم وملايينكم وشركاتكم، عفوا شركات أبنائكم وإخوانكم… «انتو فقارة ما عندكم شي»!
نواب العازة، كالجنازة لا حركة ولا بركة ولا تستحقون حتى صلاة الميت على جثثكم الهامدة، فإن لم تدافعوا عن مواطن رفع صوركم، فمتى ستتحركون وأنتم تعرفون أن هناك تعسفا في استخدام السلطة وانه كبش فداء صراع سياسي، وأنتم من جبنكم لم تجرؤوا حتى على سؤال وزير الداخلية، ولا أقول محاسبته، فهذا بعيد عن لحاكم!
يا نواب العازة، لا يتحدث أحد منكم بعد هذا عن حقوق وحريات، فأنتم الأذلون في المجلس بأيديكم لا بأيدي غيركم، نواب رماديون ماديون لا تذرفون الدموع إلا إن خسرتم صفقة أو فاتتكم عمولة أو استقال معزبكم… كم أنتم مقرفون!