نواطيرنا… تنطر بالنهار وتنام بالليل |
عبداللطيف الدعيج
المؤسف انه بسبب الحماس وربما المقاصد المفرطة في الوطنية تحول الدفاع عن المال من محاسبة السراق والحرامية الى التشكيك في النوايا واستباق الاحداث والبحث في كل مناقصة او عقد عن جريمة او مشروع جنحة. تحول امر الدفاع عن المال العام هنا من ملاحقة المعتدين والمتلاعبين من قبل المخلصين حسني النية من المواطنين، تحول الى صراع وتكسير عظم بين الدواوين والعوائل حتى «العواير»، وفي النهاية الشركات المتنافسة.
واليوم اذا تكشف لنا قوى اجنبية وليس نواطيرنا وحماة المال عندنا، عندما تكشف شركة «سيمنس» الالمانية عن تلاعب وغش في احدى صفقاتها مع الحكومة، فان الذي يأتي على البال مباشرة ان هذه الشركة فازت بعقدها بعد صراع واتهامات مع بقية الشركات التي تم استبعادها «حماية للمال العام»..!! اذا صحت اتهامات شركة «سيمنس» وبالطبع هي اعلم بدهاليزها وتصرفات موظفيها وممثليها.. فان علينا اعادة النظر في كل سياسات الدفاع عن المال العام، لانها اولا لم تمنع السرقة ولم توقف التعديات، وثانيا، وهو الاهم، ان الذي اكتشف التعديات وتولى بحق الدفاع عن المال العام هي قوى خارجية بينما كان «نواطيرنا» نائمين او بالاحرى متناومين، او والله اعلم، هم من وفر للحرامية خرائط الدهاليز ومفاتيح الابواب.
أضف تعليق