أقلامهم

عبداللطيف العميري يرى أن اتجاهات تصويت كتلة العمل الوطني في إستجواب المحمد سيكون الفيصل بشأن المعلومات عن تحالفهم الجديد معه

حتى لا تتبدل المواقف يا “وطني”


عبداللطيف العميري


ان من ابرز ما يتميز به استجواب رئيس مجلس الوزراء المقدم من النواب ـ هايف والطبطبائي والوعلان ـ هو مدى صمود الرقم 22 من النواب الذين صوتوا مع كتاب عدم التعاون في الاستجواب السابق ولعل الانظار كلها تتجه الى اعضاء كتلة العمل الوطني وهل سيثبتون على موقفهم المبدئي ام ان الامور تغيرت واختلفت التوجهات الآن؟
ان حديث الشارع الكويتي هو عن وجود اتفاق او صفقة بين كتلة العمل الوطني ورئيس الوزراء وهو ان تقف الكتلة مع الرئيس في الاستجوابات مقابل ان يتخلى الرئيس عن الوزير احمد الفهد وحتى يكون الظن يقينا وتتبدد الشكوك فإن تصويت كتلة الوطني على كتاب عدم التعاون هو الفيصل في ذلك، فإن صوتت الكتلة مع كتاب عدم التعاون فستكون منسجمة مع مواقفها السابقة والمعلنة وثابتة على مبادئها، والكل سيقف ويحيي الكتلة على موقفها ومصداقيتها.


أما إذا صوت اعضاء الكتلة مع رئيس الوزراء وضد كتاب عدم التعاون فإن هذا الموقف سيفتح الباب على مصراعيه ضدهم وستقدم الظنون وتتلاشى الشكوك من ان كتلة الوطني تمارس السياسة بوجهها الآخر وان مواقفهم تابعة من الشخصانية والانتقائية ناهيك عن الروايات والاقاويل التي شاعت عن وجود صفقات يستفيد منها بعض اعضاء الكتلة مقابل هذا الموقف.


انا شخصيا تربطني بغالبية الاخوة في كتلة العمل الوطني علاقة وطيدة وأحسن الظن بهم وأربأ بهم ان يكونوا محل شك او طعن ولكن نصيحتي لهم اوجهها بإخلاص بأن اي موقف مع رئيس الوزراء سيكلفكم كثيرا فأنتم تختلفون عن غيركم من الذين بنوا شعبيتهم على المعاملات والخدمات وامور اخرى نعرفها ولكنكم انتم شعبيتكم تنطلق من انكم اصحاب مبادئ وقيم ونظيفو اليد فهذا رصيدكم الحقيقي وبوقوفكم مع الرئيس ستفقدون كثيرا جدا من هذا الرصيد وستكون نظرة الناس لكم فيها من الازدراء والتهكم وعدم الرضا الشيء الكثير.


ان ثبات كتلة العمل الوطني يعني بلا شك ان رئيس مجلس الوزراء قد فقد اغلبية من النواب والرقم 25 سيتحقق بسهولة بعد تبدل وتحرك بعض النواب ضد الرئيس.


ان المسؤولية جسيمة وثقيلة على اعضاء كتلة العمل الوطني، ومستقبل الكويت واجيالها وتنميتها بيدكم، فأنتم محور التغيير للافضل، فالمبادئ والقناعات التي جعلتكم تقفون ضد احمد الفهد يجب ان تستمر مع رئيس الوزراء لانه هو الذي اختار احمد الفهد وأصر على ان يكون نائبا له وهو من باب اولى محاسبته والكيل بمكيال واحد مع الاثنين.


ان الانظار الآن كلها موجهة لكم يا كتلة العمل الوطني فهل سيحدونا الأمل في أن الرجال أصحاب المواقف والمبادئ مازالوا بيننا ام سنفتقد اخوانا وزملاء كان ظننا فيهم حسنا ورجاؤنا فيهم كبيرا؟