أقلامهم

فيصل الزامل يرى أن منصب رئيس مجلس الأمة عند أحمد السعدون -دون أن يسميه- أهم من الرئاسة الأميركية

هل رئاسة مجلسنا أهم من رئاسة أميركا؟


فيصل الزامل


نجح أسلوب زيادة الاحتقان داخل مجلس الأمة بشكل مبرمج في تحقيق هدف إيصال النواب الى المواجهات الكلامية، حيث ازداد تسفيه بعضهم البعض بأساليب الغمز واللمز بل والسباب المباشر الذي يعاقب عليه القانون، ولكن بسبب تعطيل العقوبات بالحصانة ومعرفة النائب بأنه لا شيء يحفظ حقه سوى استخدام الأيدي والعقل والعصي حدث ما حدث، ولا يزال الحبل على الجرار والسبب هي مقولة «المجلس سيد قراراته» أي، «حارة كل من إيدو إلو» بسبب تلك المقولة التي يقول صاحبها اليوم رأيا وغدا يعاكسه، ثم لا يرف له جفن من هذا التناقض!
الأسبوع الماضي اتجه مؤسس هذا المناخ نحو اللائحة الداخلية فقرر تعطيلها بأكملها، رغم أنه كان يتعامل معها بقدسية إبان رئاسته للمجلس، وهو المنصب الذي يفوق في أهميته ـ عنده ـ منصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الذي خسرته هيلاري كلينتون ومع ذلك واصلت خدمة بلادها ضمن فريق خصمها بالأمس الرئيس «اوباما» بغير تراكمات نفسية من النوع الذي يراه الكويتيون في رئيس الأمس، ويتألمون من تصرفاته ولكن بغير قدرة على فعل أي شيء، فالمناصب في العالم العربي يفترض أن تكون أبدية حسبما يعتقد البعض ممن لا يحتمل أبدا خسارة ذلك الكرسي المقدس، هذا السلوك لم يتغير بعد الثورات العربية الشبابية على أنظمة تدعي أنها ضد التوريث ولكنها في الحقيقة تمارس أسلوب «رئيس مدى الحياة، مع ترتيبات للتوريث»!


لقد نجح الرئيس جاسم الخرافي يوم الأربعاء الماضي في تقديم مرجعية النظام الداخلي في المجلس على الأهواء والشخصانية التي حذر من خطورتها سمو الأمير في خطابه السامي وحث على تركها وحماية الكويت من آثارها المدمرة، ولم يزد «الخرافي» في رده على محاولة تخريب الجلسة على تأكيد تلك المرجعية بغير أن تفلت منه أي عبارة غير لائقة على نحو ما حدث من غيره، وربما كان الهدف من تصرف غريمه هو الحصول منه على زلة لسان، إلا أننا رأينا منه ما يذكرنا بالحديث الشريف «ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».


*****


كلمة أخيرة: في السنوات العشر الأخيرة تم استهداف وزراء صحة وتربية وكهرباء وأشغال وغيرهم من المتميزين في الانجازات ـ نورية الصبيح وحدها حظيت باستجوابين ـ ومع ذلك لا يخجل بعض من يقف وراء إقصاء هؤلاء عن تكرار القول «أين الانجازات؟».


ان الخاسر من إقصاء هؤلاء هو جميع الناس في هذا البلد، وليست الشريحة الفلانية أو تلك، فالكهرباء والصحة والخدمات الأساسية هي لكل مواطن ووافد، هل يجوز إرضاء فلان بمنصب خدماتي وإغضاب جميع المواطنين على فرضية أن ذلك سيساعد في تجاوز استجواب فلان أو تحييد فئة علان وغير ذلك من الآراء الركيكة؟! والنتيجة هي خسارة هذا وذاك كما تظهر التجارب المريرة، مارسوا قناعاتكم الصحيحة، استمعوا لضمائركم الحية، والكلام لجميع السياسيين وليس فقط من يشكل الحكومة في بلد تسير فيه مواكب لا تحصى للضغط.. مع كل تشكيل وزاري!