أقلامهم

نواف الفزيع يرى أن سقوط أحمد الفهد كان بسبب خلافات الأسرة وليس بسبب خلافاته مع التجار

من أخرج الشيخ أحمد التجار أم صراع الأسرة؟
نواف سليمان الفزيع
 
خرجت علينا وسائل إعلام محسوبة على التجار وأصواتهم البرلمانية بخطاب مشترك مفاده أن خروج الشيخ أحمد الفهد كان بسبب خصومته مع التجار وأنه كان من الأفضل لو أنه ربط نفسه بهم وأن من يتحدى التجار هكذا سيكون خروجه.
هذا حديث أضحكنا على خبث مضمونه لسذاجته عن واقع يتحداه ويكشفه.
أما عن خصومة الشيخ أحمد مع التجار فلا نعتقد بذلك وبوفهد دخل النفط والإعلام والكهرباء والتنمية في مشاريع جديدة ما وقعت إلا مع تجار.
العقود التي وقعت في خطة التنمية والتي وصلت الى 3 مليارات حتى الآن مع من وقعت؟ محطة الصبية هل وقعها مع فرقة بن حسين مثلاً؟!!
الفحم المكلسن مع مَن وقع؟ أليس هم نفس التجار الذين يديرون وسائل إعلام وأعضاء بالبرلمان والصبيان إياهم؟ ولاّ واحد من أهل كيفان في قطعة 1؟
أيضاً من هم التجار المعنيون بالقصة؟ فالتجار شريحة كبيرة تشمل الآلاف من المواطنين أم انكم تحددون لفظ التجار على من تجاوزت ثروته المليار وتصنفونهم وحدهم على أنهم التجار؟
هل أيضاً جعلتم خلافه بالرياضة مع ناد أو اثنين خلافاً مع التجار أو مع غرفة التجارة؟
هذا هو الواضح والبيّن من الموضوع، فمن يوم ما دخل أحد أبنائكم على الرياضة عبر ناديين اثنين واختلف معه الشيخ أحمد حتى جعلتم خلاف التجار وخلاف الرياضة واحداً.
الرياضة تمثل شريحة كبيرة من المواطنين لا تقف عند حد المجموعة التي تتلقى رواتب منكم.
الرياضة ليست فقط مرزوق الغانم وإن كانت كذلك، فهل مرزوق الغانم يمثل غرفة التجارة في صراع الرياضة حتى تجعلوا في كل خطاب صادر منكم تأكيداً على قضية الرياضة؟
سؤال مهم ومَن أنتم حتى ترفعوا لواء الوطنية ومحاربة الفساد؟ ألم تتحالفوا مع شيوخ هنا وهناك فتسكتوا عن هذا وتتكلموا على خصمه لا لشيء بس لمجرد تمرير مشاريعكم!
من الذي أخذ الكويت من الخمسينيات عبر شركات مقاولات معدودة على أصابع اليد، التهمت كل المناقصات ولم تعين كويتياً واحداً في شركاتها حتى أجبرتها الحكومة بنسب للعمالة الكويتية وحتى في هذا تلاعبتم حتى لا يستفيد كويتي من العمل وتحرمون بالتالي من عمالة أجنبية رخيصة.
من الذي احتكر القسائم الصناعية وطلّع منها مئات الملايين كما اعترف في ذلك عضوكم المتباكي على أرض المجلس الأولمبي الآسيوي وكيف أُجرت بأبخس الأثمان وهو الجالس المستغل لأرض استأجرها بـ100 فلس للمتر من الدولة كما تبجح بذلك في احدى الندوات.
من الذي أخذ الملايين من المؤسسات المالية التي يديرها ولم يرجعها وفرض على مجالس الإدارات السكوت على ذلك على الرغم من أن هذه الملايين هي أرصدة الناس العاديين ورواتبهم، فرأس المال أتى من نقود هؤلاء ولو تخلف مواطن فقير عن سداد 50 ديناراً قيمة فاتورة هاتفه أنزل بالشارع أمام أولاده ليقاد مكبلاً بالقيود حتى يدفع الـ50 ديناراً.
مجموعة أموال مكدسة لا أكثر، فالقوى الاقتصادية تكون في شكل ملاك مصانع وشركات تعتمد عليها فئة كبيرة من المجتمع وقد توظفت في هذه الشركات والمصانع ولهذا الأمر حديث السلطة يكون مفيداً معها أما أنتم فلا علاقة لكم بهذه الصورة إطلاقاً.
كل ما في الموضوع والرسالة التي تريدون إيصالها مؤداها أن عليك يا شيخ أن تكون في «مخباة» كم عائلة ولا كأن الزمن تغير عن حقبة فريج التجار ولا كأن التركيبة الاجتماعية تنامت وتغيرت ولا كأن الكويت وخصوصاً كويت بعد الغزو غير عن كويت 1938.
هل كفر الشيخ أحمد لأن له رأياً في تمويل خطة التنمية؟ وهذا الرأي لا يناسب مخططاتكم في أن تكون هذه المليارات الوعاء الذي ستأخذون منه ما يغطي ديونكم المليارية؟
وعلى كل هذا الشيخ أحمد لم يخرج لموقفه في خطة التنمية أو تمويل خطة التنمية أو لخصومه في الرياضة أو مع غرفة التجارة وأنتم على نوابكم والصبيان لا تتجاوزون خمسة في المجلس وبالتالي ثقلكم لا قيمة له!
الذي أخرج الشيخ أحمد صراع الأسرة والاستعجال في اتخاذ قرارات داخل الأسرة وعدم قراءة أخطاء الخروج الأول، ومن هذا كله دفع الشيخ أحمد الثمن. أما أنتم فلا تستطيعون حتى إسقاط وزير شؤون أو وزير أوقاف لانعدام ثقلكم السياسي في البرلمان، فما خروج وزراء كثيرين منذ بداية التسعينيات إلا بسبب هذا الصراع والاستعجال!