أقلامهم

صالح الشايجي يخصص مقاله لإنتقاد رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي

الرئيس “النجيب”


صالح الشايجي


ما أبشع الوعد الكذوب وما أشوه تعابيره وما أحط جمله وما أسوأ كلماته المنحوتة من صخرة الخداع والكذب، وما أرخص مُطلقه والمتفوه به.
وأكثر ما نسمع ذلك الوعد الكذوب واخوانه الوعود الكاذبة، هو ما يطلقه الساسة العرب الذين يؤمنون بشعار «السياسة فن الكذب» وبقدر ما تكون كاذبا ماهرا تكون سياسيا كبيرا يجدد لك الموالون الولاء وتزداد أعداد الذائبة قلوبهم في هواك و«اتمنى لو أنساك» وبلسانك الذي يبيع الشهد بالمجان.


وآخر من أطل علينا من باعة الشهد بالمجان، هو رئيس الوزراء اللبناني «نجيب ميقاتي» الذي جعل أول قصيدته كفرا صراحا بواحا، وذلك حين رفع شعار «كلنا للوطن كلنا للعمل» منهاجا لعمل حكومته!


وكما تلاحظون وكما لاحظت أنا أن هذا الشعار يصلح نشيدا لاطفال «أولى روضة» لتعليمهم فن الكذب، لانه شعار ساذج وفضفاض يعلم الطفل قول شيء لا يلتزم به ويخونه سريعا ليركب أول طريق الكذب وعدم الالتزام!


لا أعرف اليابان ولا الصين ولا كوريا الا بما تنتجه مصانعها وما يملأ بيوتنا من خيراتها الالكترونية، ولكنني أجزم أن لا أحد منها رفع شعار «كلنا للوطن كلنا للعمل»، فهل هم أقل وطنية وحبا للعمل من حكومة السيد «ميقاتي»؟


وليس الناس للوطن بل ان الوطن هو الذي للناس، وكذلك ليس الناس للعمل بل ان العمل هو الذي للناس، لان الوطن حاوي الناس وجامعهم، والعمل يفيد الناس ماليا ومصلحيا ويوفر لهم احتياجاتهم، وبذلك يا حافظ نشيد الاطفال وتريد لوزرائك أن يحفظوه ويرددوه في جوقة الوعود الكاذبة يكون الوطن والعمل للناس لا الناس هم الذين للعمل وللوطن!


ويبالغ «ميقاتي» في فجوره باتهامه المعارضة بقنبلة «التبانة» رغم أن المتضرر منها هي المعارضة نفسها، ولكن هذا هو شأن التُبع.


ومن يحتوي خطابه على تهديد لاسرائيل ووعود بتحرير الاراضي التي ملت البقاء والمكث الطويلين في «الفريزر الاسرائيلي» ليس غريبا عليه ترديد نشيد «كلنا للوطن كلنا للعمل»!