أقلامهم

عبدالله العدواني يتحدث عن تراخي الحكومة وإهمالها لأم الهيمان وإصرارها على قضاء الصيف في ربوع سويسرا

أم الهيمان السويسرية


عبدالله العدواني


هناك حالة عزلة بين الحكومة والمواطن، فكأنما تعيش الحكومة في واد والمواطن في واد آخر خصوصا البسيط الذي لم يرث عن أبيه الملايين أو ينتفع من الحكومة بمناقصات أو يجيد ألاعيب القفز والاستحواذ، وتظل الحكومة تنظر من برجها العاجي والعالي للشعب نظرة لا يمكن تفسيرها ببساطة، هل هي معه أم عليه؟
ما يجعلنا نتحدث عن عزلة الحكومة هو ما يحدث في أم الهيمان من مخالفات بيئية وتلوث وانتهاك للهواء والتربة، بينما الحكومة تسارع الى الانسجام والتمتع بالصيف البارد في سويسرا وتشم الهواء والنسيم وتمتع نظرها بالخضرة وتأكل الحلوى السويسرية الفاخرة.


في أم الهيمان يعيش حوالي 45 ألف مواطن يطوقهم الخطر ويحيط بهم من كل جانب، مهددون بأمراض خطيرة كالسرطانات بكافة أشكالها وأنواعها، واستنشاق الهواء الملوث سمة مشتركة بين المرضى والاصحاء الذين ينتظرون مصيرهم. ورغم أن الدراسات والبحوث حذرت مما يحدث في أم الهيمان قبل تعميرها إلا أن كل هذه البحوث والداسات ذهبت سدى في ظل تعنت الحكومة، فظلت المشكلة تكبر وتكبر ككرة الثلج وتأتي حكومة بعد أخرى لتترك المشكلة تزيد دون اي مراعاة أو خوف على صحة المواطن الذي أصبح في ذيل قائمة الاولويات.


ملف التلوث في الكويت متضخم ومتعدد الجوانب، ورغم ذلك لا نجد الاهتمام المطلوب أو حتى ربع المطلوب على الرغم من أن هذا ملف يشكل عبئا على ميزانية الدولة حاليا وبشكل أكبر مستقبلا، فلماذا هذه النظرة المتعالية من الحكومة وعدم النزول إلى الشارع لتضميد جراح المتضررين من سياساتها الخاطئة وبالاخص في موضوع التلوث.


الأطفال المعرضون للإصابة بالسرطانات والعياذ بالله والربو وأمراض الحساسية ومشاكل الجهاز التنفسي في ام الهيمان معدلاتهم مخيفة ولنا ان نتخيل ان عدد المصابين بأمراض الربو في المنطقة ارتفع من 1399 مصابا في عام 2005 الى 8037 في عام 2009.. بحسب احصاءات وزارة الصحة ومع ذلك لم تحرك الحكومة ساكنا وتشاهد مسلسل ام الهيمان على صفحات الصحف دون أي تعليق.


وللحقيقة نقدر دور منظمات المجتمع المدني التي تتبنى مشاكل التلوث ولكنها مع الأسف كمن يحرث في البحر ودون فائدة وبرغم التقارير التي يعلنون عنها إلا اننا لم نشاهد مسؤولا في يوم ما يخرج علينا ويقول لقد علمنا بمشكلة كذا وسوف نعمل على حلها ونجد فعلا الحلول تأخذ طريقها الصحيح.


وبينما المواطن يعاني هذه المشكلة الخطيرة في ام الهيمان وغيرها، نجد كل همّ الحكومة ان تنهي دور الانعقاد لتستمتع بالهواء والحلوى السويسرية، وإذا ما عادت لدور الانعقاد الجديد اصبح كل همها شراء ولاءات النواب ضعاف النفوس الذين اؤتمنوا على أرواح ومصالح الناس ولكنهم مع الاسف غرقوا في عسل الحلوى السويسرية.. ولنا الله.