أقلامهم

باسل الجاسر يرى أن هذا هو الوقت الصحيح للمناقشة والمحاسبة بعد أن كانت ميزانيات الدولة سابقاً تمر مرور الكرام

وقت مناقشة الميزانية العامة للدولة والحسابات الختامية وملاحظات ديوان المحاسبة في نهاية كل دور انعقاد لمجلس الأمة هو الوقت المثالي للمحاسبة الصحيحة لمن أراد إصلاح أو محاربة فساد.
ففي هذا الوقت يتم عرض ميزانية كل وزارة ومؤسسة تابعة أو ملحقة مرفقا معها الحساب الختامي وملاحظات ديوان المحاسبة وتتم مناقشته بعد أن قامت بدراسته لجنة الميزانيات، ومن خلال هذا العرض يظهر أداء كل وزارة ومواضع الخلل أو الخطأ بل وحتى الفساد إن وجد، لتكون تحت نظر مجلس الأمة ليقرروا بشأنها ما يروه مناسبا أو إقرار الميزانيات كما جاءت.


وواقع الأمر أن الميزانيات مرت مرور الكرام كما هي العادة في المجالس الأخيرة اللهم إلا من رقابة محدودة من قبل لجنة الميزانيات، والمؤسف هو ما يقوم به البعض من التقاط تقارير ديوان المحاسبة لاستخدامها لاحقا في حال ظهور الحاجة لها في التصدي لوزير يوقف معاملة مخالفة لنائب من النواب الانتهازيين هذا ما كان في الأيام الخوالي. أما اليوم فإن ملاحظات ديوان المحاسبة على أداء الوزارات والمؤسسات العامة تلتقط لدعم استجوابات تقدم لسمو رئيس مجلس الوزراء حتى يرحل وليس من أجل إصلاح أو محاربة فساد!


وقد كانت لدي أمنية لطالما راودتني منذ زمن تتمثل بأن يقوم مجلس الأمة بأخذ ملاحظات ديوان المحاسبة لغاية الإصلاح وذلك بأن يتم الحديث عن هذه الملاحظات ويسلط عليها الضوء ويتاح المجال للوزير بأن يتعهد أمام المجلس بإزالة أسباب هذه الملاحظات في السنة القادمة وفي حال عادت هذه الملاحظات بالميزانية القادمة فإن الوزير يساءل، وفي هذه الحالة سيجاهد الوزير لإزالة هذه الملاحظات وأسبابها ويتحقق شيء مهم من الإصلاح الذي ينشده الجميع بما هو معلن على الأقل، ولهذه العلة قام المشرع الدستوري بتضمين الدستور ضرورة عدم مرور الموازنة العامة إلا عبر بوابة مجلس الأمة.


بيد أن النواب الذين أعلنوا أنفسهم حماة الدستور ودعاة الإصلاح ومحاربي الفساد (المؤزمين) وعبر متابعة شخصية سريعة كان أكثر من نصفهم غائبا في جلسات الميزانيات لأنهم مشغولون بتمرير المعاملات المخالفة للقانون والمجسدة للتمييز بين المواطنين وهم أيضا مشغولون بما يحقق لهم مبتغاهم برحيل سمو الرئيس، بل إن جلسات الميزانيات لا تكاد تمر إلا (بالجاوية أو اللاوية) لافتقادها للنصاب بشكل دائم. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ونقول لمن يريد إصلاح أو محاربة فساد من إخواني وأهلي من المواطنين المخلصين إن هؤلاء هم العنوان الخاطئ لهذه الغاية النبيلة الشريفة بل ونخشى أن يتسبب بعضهم في إشعال نار للفساد يبلغ لهيبها عنان سماء الكويت ليحرق الكويت وأهلها حاضرا ومستقبلا بما يهدد وجودهم لا قدر الله، فاتقوا الله أهل الكويت بكويتكم وأوقفوا هؤلاء عند حدهم.. وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.