أقلامهم

عبدالهادي الجميل يتبهدل في المرور لأنه شارك في مسيرة من منزل البراك إلى مقر التحالف الوطني

عبدالهادي الجميل


هاتوا الفلوس اللي عليكو..


ذهبتُ-قبل أيام- لإنجاز معاملة تحويل سيارة من ملكيتي إلى ملكية أحد الأصدقاء، وعندما حان دوري؛ قدّمت أوراقي إلى الموظف الذي ما أن أدخل رقمي المدني في الجهاز حتى رفع حاجبا وأنزل آخر، ثم ألصق وجهه في الشاشة وبحلق بها ثم هزّ رأسه ثم  نظر إلى بطاقتي ثم إلى وجهي، فشعرت بشيء من القلق على الرغم من أن إدارة المرور تكاد تكون الإدارة الوحيدة في وزارة الداخلية التي لا يشعر الناس فيها بالقلق. نظر إليّ الموظف مرة أخرى، ثم مال نحو زميله وأسرّ إليه ببعض الكلمات التي جعلت الأخير يقترب بكرسيّه من شاشة زميله، فاجتمع رأساهما أمام الشاشة، ثم نظرا إلى سويا.


قلت وأنا أبلع ريقي: عسى ماشر؟


قال الموظف: والله مادري شقول لك يالطيّب؟!!


قلت: عسى مب سرطان؟


قال: لا يابن الحلال أي سرطان؟


قلت: مادري عنّك، صاير كأنك دكتور سونار بمستشفى الأحمدي، تطالع بالشاشة وتهز راسك وتطالع فيني، وتقول: مادري شقول لك.


قال: اللي طلع لي بالجهاز ان عليك قفل مشدّد يمنعك من إنجاز أي معاملة في المرور، لأنك متهم بالمشاركة في موكب غير مرخّص.


قلت: هراء، لم يسبق لي المشاركة في أي موكب، لأن الموكب لا يكتمل إلاّ بوجود شخصية رفيعة المستوى، وأنا أرفع شخصية أعرفها مختار القيراون، كان دفعتي بالتجنيد.


قال: أنا ما اعرف معنى هراء، لكن خذ معاملتك و راجع مرور العاصمة. مالك سنع عندي،.


أخذت المعاملة وقد أصبحت ثقيلة جدا بسبب القفل، وانطلقتُ إلى مرور العاصمة، وهناك قال لي الموظف المختص: انت شاركت في الصيف الماضي بموكب انطلق من بيت النائب مسلم البراك في الأندلس. انت من ربعه؟


قلت: المؤزم الشرّير أبو المشاكل ماغيره؟ لا بالله ماني من ربعه ولا قاله الله. أنا من ربع اللواء محمود الدوسري.


استغرب من اقحام اللواء الدوسري بالموضوع، فقلت: انا ما شاركت إلاّ بمسيرة شعبية واحدة وكانت تحت قيادة اللواء محمود الدوسري، انطلقت من الأندلس باتجاه مقر التحالف الوطني في النزهة، بهدف اعلان التضامن مع أمينه العام السابق خالد الفضالة قبيل اعتقاله، وكانت دوريّات المرور تواكب المسيرة، بل وتفتح أمامنا الإشارات الضوئيّة الحمراء. فكيف تحوّلت المسيرة إلى موكب مخالف للقانون؟!!


قال : لا أدري، ولكن لازم تدفع 15 دينارا، وإلاّ لن نفتح القفل.


دفعت المبلغ المطلوب مرغما وأنجزت المعاملة، وبقي أن يُعيد لي النائب مسلّم البراك و اللواء محمود الدوسري المبلغ بالتضامن فيما بينهما، 7 دنانير ونصف من كل واحد. على أن يتم الدفع كاش، منعا لفضائح الشيكات، الله لا يفضحنا، قولوا آمين.