أقلامهم

دلع المفتي تناقش أسلوب العلاقة بين الرجل الشاي والمرأة البسكوته ومدى انصهارهما ببعض

 دلع المفتي


الرجل الشاي والمرأة البسكوتة


قال حكيم: الرجل كـ الشاي والمرأة كـ البسكوتة فاحذري أن تنغمسي في الشاي فتختفين، ويبقى الشاي ويبحث عن بسكوته أخرى”من الامور التي تثير الجدل في الكثير من الاحيان، هي قضية مدى اندماج (وانصهار) الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في حياتهما معا. فهناك من يعتقد ان على المرأة أن تكون خاضعة خانعة، (ذائبة) في كيان الرجل حتى تستوي حياتها وتعيش (في كنفه) براحة وسلام. على الطرف الآخر هناك من يطالب المرأة بالثورة و(إسقاط النظام القديم)، والاستقلال تماما عن الرجل والاعتماد على نفسها دون الحاجة لأحد.


 والمعركة مازالت محتدمة بين الفريقين حتى  اللحظة.الكثير من الرجال يرفض استقلالية المرأة اجتماعيا، اقتصاديا، وحتى نفسيا، معللا رفضه بانه لا يريد (زوجة بشوارب)، أو لخوفه من  خروج الزوجة على سلطته (فتطير الحمامة من عشها ان نبت لها ريش). فالرجل (في العموم)، يعتقد ان امتياز زوجته أو تفوقها في عملها واستقلاليتها يشكل خطرا عليه وعلى الحياة الزوجية. ومن جانبها، تريد المرأة ان تشعر بكينونتها مستقلة عن زوجها، فتحاول أن تتميز وتعتمد على نفسها وتقف على قدميها دون الاتكاء على الزوج، لكنها غالبا ما تصطدم بـ (كلام الناس)، ورفض الزوج، وتعليقات (الحماة).


أجمل تفسير لهذه القضية قاله الدكتور جاسم المطوع والذي صور فيها مسار الرجل والمرأة بخطين مستقيمين: ان كان الخطين يبدئان من نقطة واحدة ويبتعدان شيئا فشيئا، هذ يعني انعدام الحياة الزوجية وكل يسير في طريق مستقل. وإن كان الخطان يبتدأن مبتعدين ليتلاصقان في النهاية، فهذا أيضا خطير، لأن البعد في السنين الاولى لا يمكنه ان يولد مشاركة وألفة في النهاية. وفي حالة أن يكون خط منهم مستقيم والثاني مائل على الأول يكون اعتماد واحدهم على الآخر في كل حركة وهمزة ولمزة من حياتيه، وهذا اعتماد قاتل لأنه في حالة غياب خط (أحد منهما) سيقع الخط الآخر لاتكائه على الأول. ويلخص الدكتور الطريقة المثلى لمسار الحياة الزوجية بخطين متقاربين (جدا) لكنهما منفصلين ومتوازيين.. بمعنى ان يكون لكل فرد شخصيته المنفردة وكينونته المستقلة لكن بشرط أن تكون قريبة من الآخر وتمشي بخط موزاي لرفيق الدرب..


وهكذا تكون الحياة سليمة، مريحة وسعيدة.نعود لمثلنا : فعندما يكون الرجل الشاي والمرأة هي البسكوتة ، حاذري يا عزيزتي البسكوتة ان تنغمسي كليا في الفنجان لأنك بكل بساطة ستذوبين في شخصية الرجل وتختفين، في حين يبقى الرجل الشاي إما ليبكي فراقك (نادرا)، أو ليبحث عن بسكوتة اخرى (غالبا). وافعلي كما قالت لي صديقة تويترية: “أنا اغمس طرف البسكوته  وبس .. بلة ريق يعني مو شبعه “؛ وهذا عين العقل. (فهمتو يا بساكيت؟؟؟)