أقلامهم

عبدالله الهدلق يرى في جولة المحمد أبلغ رسالة إلى بلاد فارس ومؤامراتها على دول الخليج

جولة التعاون والتصدي رسالة إلى طهران


عبدالله الهدلق


 


في أبلغ وأوضح رسالة الى بلاد فارس «إيران» ومؤامراتها على دول الخليج العربي، جاءت الجولة الخليجية لسمو رئيس مجلس الوزراء والوفد الرسمي المرافق لسموه مكتسبة اهمية كبيرة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها منطقة الخليج العربي بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام والتي تتطلب المزيد من الحيطة والحذر للمخططات والمؤامرات الفارسية والتنسيق والتعاون للتصدي لها ومجابهتها، ولتؤكد ان دول مجلس التعاون للخليج العربي كل لا يتجزأ وامتداد طبيعي وعمق استراتيجي لبعضها البعض في كل المجالات والقضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية والدفاعية، كما ان جولة سمو رئيس مجلس الوزراء تمثل امتداداً لجولة سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه لدول مجلس التعاون التي قام بها بداية تسلم سموه مقاليد الحكم.
تؤكد زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء للمملكة العربية السعودية حرص قيادتي البلدين على التضامن في مواجهة التحديات والمتغيرات الداخلية والخارجية والتهديدات الفارسية لدول الخليج العربي، كما ان لتلك الزيارة مدلولات عميقة تؤكد تكريس العمل الخليجي المشترك لمواجهة الاطماع الفارسية والمخططات والمؤامرات الايرانية ضد دول الخليج العربي، كما تبرز تلك الزيارة دور المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة وثقلها الاقليمي والعربي والدولي، ومواقفها الثابتة والراسخة ضد مؤامرات بلاد فارس «ايران» ومخططاتها الاجرامية ضد مملكة البحرين الشقيقة بشكل خاص ودول الخليج العربي بشكل عام.
يسعى النظام الفارسي الزرادشتي الحاكم في طهران الى زعزعة امن واستقرار منطقة الخليج العربي ويحيك الدسائس والمؤامرات ضد دول مجلس التعاون الخليجي ويحرض اقليات مؤيدة للنظام الفارسي في تلك الدول على التمرد والتظاهر ضد أنظمة الحكم الشرعية والراسخة التي ارتضتها الغالبية العظمى من شعوبها، كما يطلق نظام «نجاد/ خامنئي» الفارسي الزرادشتي الحاكم في طهران تهديدات ضد دول مجلس التعاون الخليجي ويهدد الملاحة الدولية في ا لممرات المائية العالمية في الخليج العربي، ويحتل جزراً عربية اماراتية، ويصر على تسمية الخليج العربي «خليجا فارسيا!» كما يصر نظام «نجاد/ خامنئي» الفارسي على اعتبار مملكة البحرين الشقيقة الحرة المستقلة وذات السيادة يصر على اعتبارها محافظة فارسية.
لم يكتف التعنت والصلف الفارسيان بهذا الحد، بل تعدياه بكثير عندما أعلن قائد قوات حرس الثورة الفارسية «محمد علي جعفري» عن نية بلاد فارس «ايران» لإغلاق مضيق هرمز، ونشر قواتها في المياه الدولية، واللجوء الى اسلوب الاغتيالات التي تستهدف شخصيات غربية وعربية ونشر منظومة صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى في الجزر والسواحل الفارسية مع وجود الزوارق السريعة ومنصات اطلاق الصواريخ في مياه الخليج العربي.
وفي رسالة واضحة الى طهران، اجاب سمو الشيخ ناصر المحمد عن رؤيته في شأن العلاقات الخليجية مع بلاد فارس «ايران» قائلا: «نسعى الى تعزيز علاقات التعاون مع ايران، وضرورة استمرارها ضمن اطار حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي»، وفي رسالة واضحة اخرى الى الفرس شدد سمو رئيس مجلس الوزراء في حديث لصحيفة «عكاظ» السعودية على حرص المملكة العربية السعودية ودولة الكويت على استقرار المنظومة الخليجية، مشيرا الى تأكيد قادة دول مجلس التعاون الخليجي ان ما يمس أية دولة خليجية يمس كل دول المجلس مجتمعة، وان اي تدخل فارسي في الشؤون الداخلية الخليجية مرفوض.
يبقى الامن الخليجي المشترك صمام امان ضد المؤامرات والمخططات الفارسية التي تستهدف دول الخليج العربي، وبفضل من الله عز وجل ثم بفضل التعاون الخليجي المشترك والمستمر تمكنت دول الخليج العربي من كشف واحباط مخططات ارهابية فارسية وشبكات تجسس وتخريب للفرس واعوانهم النظام البعثي النصيري الحاكم في دمشق و«حزب الله!» الإرهابي المهزوم وكوادره المجرمة التي اغتالت رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري رحمه الله، تلك المخططات الفارسية البعثية السورية التي سعت الى تهديد امن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وهكذا تبلورت في الاجتماعات الدورية التي يعقدها وزراء الداخلية في دول الخليج العربي اهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين الاجهزة الامنية الخليجية المختصة لرصد تحركات ونشاطات التنظيمات الارهابية التي يرعاها ويمولها ويسلحها النظامان الفارسي الايراني والبعثي السوري، وتجفيف منابعها، ولعل المملكة العربية السعودية ودولة الكويت من اكثر دول الخليج العربي التي تعرضت لهجمات ارهابية، لذا فقد كان التعاون فيما بينهما مهما وضروريا وحتمياً للتصدي للارهاب الفارسي ومجابهته.
على احفاد كسرى ورستم والهرمزان من قادة بلاد فارس «ايران» ان يفهموا تلك الرسالة الواضحة ويعوا الدرس جيداً لاسيما وان هناك تحالفاً تركيا امريكيا اسرائيليا يعمل بموجبه حلف شمال الاطلسي من قاعدتي «انجرليك» و«أزمير» لاسقاط نظامي الحكم الفارسي الزرادشتي والبعثي النصيري السوري ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد.