أقلامهم

مشاري الحمد يتحدث عن عبارة غامضة في البيان السياسي لزيارة رئيس الوزراء للبحرين

سمو الرئيس… البحرين…عدو!  
  مشاري عبدالله الحمد
 
بعد أن عاد سمو رئيس الوزراء من رحلته الخليجية ختمها في البحرين الشقيقة كانت هناك وقفة مهمة في التصريح المشترك قد يعتبرها البعض عبارة عادية تمر من بعض الكلام الانشائي المعتاد الذي يحاك ويكتب في مثل هذه المناسبات لكن ما جعلني أتوقف عند هذه العبارة هو بغية معرفة من هم المقصودين بها؟
العبارة كانت تقول التالي (أن مواقف دول الخليجي المشتركة أفرحت الصديق وخذلت العدو) ولكي نبتعد عن العواطف التي أتت بمواقفنا السياسية في ستين داهية لنسأل أنفسنا من هو الصديق فعلا؟ دول الخليج مع بعضها البعض والدول العربية التي تقف في السراء والضراء أم من؟ من العدو لدول الخليج وما الذي يحيط دول الخليج من أخطار؟ دول صغيرة مترامية تسبح في برك النفط تعدادها مجتمعين لا يأتي نصف أو ربع دولة عظمى وفوق هذا تحاول الصمود في وجه تهديدات تحدق بها.
مشكلة منطقة الخليج العربي أنها تحيط بها تغييرات جذرية قد تجعل من أصدقاء اليوم يرحلون ويتبدلون باعداء يدخلون الساحة والعالم يتحدث عن (الفوضى الخلاقة) و(شرق أوسط جديد) وكل ذلك نحن نتساءل من هو عدونا؟ هل بتنا لا نرى جيدا كيف تسير الامور أم بتنا نريد أن نغطي رؤوسنا في الرمال
اعداء دول الخليج واضحين، وينقسمون لفريقين، فريق يرى أن هذه البقعة من العالم يجب أن تكون تحت سيطرتها لضمان مخزون برك النفط ويطلقون علينا مصطلح (دول الزيت) وأننا يجب أن نكون خاضعين لهم دون رأي، الفريق الاخر لا يقل قذارة عن الاول فهو له مخططاته في المنطقة ويرى أننا جموع طارئة على العالم (المصيبة أن فيما بيننا نتفاخر بأشياء والاخرون ينظرون لنا جميعا كبقايا بشر تعيش في صحراء) لا تستحق العيش بهذه الخيرات ,المصيبة أن هذا الفريق لا يتوانى في استخدام أي سلاح حتى لو كان الهجوم الديني والشحن المذهبي لتفتيت المنطقة كما يريد.
دول الخليج التغيير آت لها دون محالة ولكن ما نلحظه هو الجمود والهدوء وعدم الاستفادة من الدروس، لذلك مشاريع الوحدة الخليجية السياسية والاقتصادية على أقل تقدير هي ما يجب أن تكون حاضرة وليس بالضرورة كما ينتفض البعض بانشاء التكتلات السياسية (الكونفيدرالية) كونها نظما متطورة ليتمنع عنها دون أسباب مقنعة وإن كانت هي الاصلح لحال هذه الدول.
العالم يتحرك وبسرعة تجاه شكل جديد مختلف ويجب أن توضع الخريطة والقول هذا هو عدونا الدائم بكل صراحة , على الاقل في الغرف المغلقة وبينكم بين بعض… مجتمعين على فكرة واحدة لا أن نجعل التأويل يسود التصاريح…ودمتم
 
نكشة القلم
 
زيارة سمو رئيس الوزراء ايجابية تعكس روح العلاقة الخليجية..واعتقد أن الرسائل وصلت والحلول باتت في مكانها الصحيح.