منوعات

((سبر)) تنشر بعض مناقب أم المؤمنين رضي الله عنها
أم المؤمنين عائشة في ذكرى رحيلها

اليوم تمر ذكرى رحيل أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، وسبر تنتهز هذه الفرصة لتقدم بعض المعلومات المتاحة للجميع لتذكر بمناقب أم المؤمنين وفضلها بين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وبعض ملامح صفاتها الشخصية ومكانتها العلمية.. ويجدر بالذكر أن المؤرخوين اختلفوا في تحديد اليوم والعام اللذين توفيت رضي الله عنهما فيهما، فقائل إنها توفيت في 12يوليو وقائل بل في 13 يوليو، وامتد الاختلاف إلى عام وفاتها، فمنهم من رجح وفاتها في عام 677 ومنهم من أكد أنها توفيت عام 678.

من هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر؟

عائشة بنت أبي بكر (توفيت سنة 678م) إحدى زوجات رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ومن أمهات المؤمنين، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، روت عائشة العديد من الأحاديث النبوية عن الرسول وخاصة ما يتعلق بحياته الخاصة، بلغ عددها 2210 منها 316 في صحيح البخاري ومسلم.

أبوها: أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. الذي اشتهر بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بعد أن لقبه النبي عليه الصلاة والسلام بهذا اللقب.

أمها: أم رومان بنت عامر بن عمير بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن تيم بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

نشأتها

ولدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في بيت مليء بالإيمان والعلم والحكمة والكرم والشرف والنبل، فنشأت مع إخوتها بين أبوين كريمين، وتربت على الأدب والخلق الرفيع، وتعلمت من أبيها أشعار العرب وأيامهم في طفولتها منذ نعومة أظفارها قبل أن تنتقل إلى بيت النبوة الذي عاشت فيه بداية شبابها وفيه سمعت ما يتلى من آيات الله والحكمة فكانت من أنجب من تربى في مدرسة النبوة، ولم تتجاوز العقد الثاني من عمرها حتى استوعبت ثقافة مجتمعها وتفوقت على غيرها في شتى العلوم الموجودة في ذلك العصر رضوان الله عليها.

زواج رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم منها

تزوجها رسول الإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وزواجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة العامرية القرشية، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ورغم ما قيل إن عمرها كان ست سنين، حين تزوجها الرسول وتسع سنين حين بنى بها كما في البخاري ومسلم، إلا أن هذا ورد على لسانها فقط بعد أن كبرت في السن ولم يرد على لسان الرسول، ولذلك كان هذا موضع جدل لدى العلماء إذ قال بعضهم مثل الشيخ خالد الجندي إن زواجه تم وهي أكبر من ذلك خصوصا وأن تواريخ الميلاد لم تكن تدون آنذاك وسنها الحقيقى آنذاك أربع عشر سنة تبعا لقياس عمرها بعمر أختها الكبري أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وقد عاشت مع الرسول ثمانية أعوام وخمسة أشهر.

كما تقول بعض الروايات إن عائشة كانت تبلغ مبلغ النساء عندما تزوجها النبي محمد. كما روى ابن حجر عن أبي نعيم أن أسماء بنت أبي بكر – أخت عائشة الكبرى – وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، ومعنى ذلك أن عائشة كانت تبلغ سبعة عشر عاما تقريبا حين الهجرة أي حين تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام، لأن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات. كما أن ابن قتيبة نصّ على أن عائشة توفيت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين، وهذا يعني أنها حين زواجها بالنبي كانت في الثالثة عشر من عمرها تقريبا، لأن الزواج تم قبيل الهجرة النبوية الشريفة.

فضل أم المؤمنين عائشة

تحكي رضي الله عنها عن ذلك فتقول: “قالت عائشة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم : فضلت عليكن بعشر ولا فخر : كنت أحب نسائه إليه وكان أبي أحب رجاله إليه، وابتكرني ولم يبتكر غيري، وتزوجني لسبع، وبنى بي لتسع، ونزل عذري من السماء واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في مرضه. فقال: “إنه ليشق علي الاختلاف بينكن فائذنَّ لي أن أكون عند بعضكن”. فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد عائشة. أذنَّا لك، وكان آخر زاده من الدنيا ريقي، أتي بسواك، فقال: انكثيه ياعائشة. فنكثته وقبض بين حجري ونحري، ودفن في بيتي. 

مكانتها في العلم

تعد عائشة رضي الله عنها من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه. وكانت رضي الله عنها مرجعاً لأصحاب رسول الله عندما يستعصي عليهم أمر، فقد كانوا رضي الله عنهم يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم. حيث قال أبو موسى الأشعري : ما أشكل علينا –أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً.

وقد كان مقام السيدة عائشة بين المسلمين مقام الأستاذ من تلاميذه، حيث أنها إذا سمعت من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح،تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم، فاشتهر ذلك عنها، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً.

صفاتها

تميزت أم المؤمنين عائشة بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة، من أهم هذه العوامل:

ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وذلك لكثرة ما روت عن النبي صلى الله عليه و سلم .

زواجها في سن مبكر من النبي صلى الله عليه و سلم، ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت (رضي الله عنها) التلميذة النبوية.

كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله.

حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكة “كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه”.

حب الرســـــــــول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها..

“جمع ريقها بريقه”

عن ذكوان .. أن عائشة كانت تقول : “إن من نعم الله علىٌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى في بيتي، وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، ودخل على ٌ عبد الرحمن (ابن أبى بكر) وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمره“. “وفي رواية ثانية: فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه“، وفي رواية ثالثة: “فجمع الله بين ريقي وريقه في أخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة“. 

وهناك أحاديث وروايات كثيرة في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وحبها له ويكفي الحديث الصريح الذي يرويه الشيخان عن عمرو بن العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: 

أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ 

قال : عائشة . 

قال: من الرجال؟ 

قال: أبوها. 

قال: ثم من؟ 

قال: (عمر) 

وهو حديث مشهور وصريح في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، وكان يصرح بذلك أمام أصحابه . 

ونورد فيما يلي بعضا من خصائص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

1-لم ينكح امرأة أبوها مهاجران غيرها . 

2-لم ينكح بكراً قط غيرها . 

3-وجاء جبريل بصورتها من السماء في حريرة وقال : تزوجها فإنها امرأتك . 

4-وكانت تغتسل مع النبي عليه الصلاج والسلام في إناء واحد، ولم يكن يفعل ذلك بأحد من زوجاته رضي الله عنهن. 

5-وكان يصلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهي معترضة بين يديه، ولم يكن يفعل ذلك بأحد. 

8-ومات النبي عليه الصلاة والسلام في الليلة التي كان يدور على فيها. 

9-ودفن عليه الصلاة والسلام في بيتيها. 

10- وأنزل الله عز وجل براءتها من السماء.