أقلامهم

علي الزعبي يذكر الوزير البصيري بمواقفه حينما كان نائبا وينتقد تقلبات النائب حين يصبح وزيرا

«مغثة» البصيري..! 


 علي الزعبي  


 
بعد انتهاء استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء الأخير، قال وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور محمد البصيري إن الاستجوابات أصبحت «مغثة»، وتنم عن عبث غير دستوري!
هذا التصريح فرض سؤالاً مهماً وهو: إذا كانت الاستجوابات أضحت الآن «مغثة» و«عبثا» في عرف الوزير البصيري ونظره، فلماذا كانت الاستجوابات يوما ما «حقا» و«شرعية» في عرف النائب البصيري ونظره؟ هذا النوع من السلوك يعكس معضلة دائما ما تواجه المتفحص للعمل السياسي في الكويت، وهي معضلة تتمثل في تلك «التقلبات» الخطيرة التي تصيب مبادئ «النواب» عندما يصبحون «وزراء»!
للتوضيح والحق سأعود للاستجواب الذي قدمه النائبان مبارك الدويله ومسلم البراك لوزير المالية والتخطيط الدكتور يوسف الابراهيم في عام 2002، والذي لعب فيه الدكتور البصيري دورا «غثيثا» و«عبثيا» تجاوز كل الاعراف الدستورية التي يتباكى عليها اليوم الوزير البصيري نفسه!!
ففي ندوة أقيمت بديوان الدكتور فهد سماوي الظفيري في الجهراء، شن النائب البصيري هجوما فظيعا على الوزير د. الابراهيم، وقال فيه كلاما جارحا خرج عن إطار اللباقة واللياقة السياسية، كان أوله اتهام الدكتور الابراهيم بتكسير «الطبقة الوسطى» لمصلحة «التجار»، وآخره اتهام تلفيقي حول انتداب «موظفة» إلى مكتب الابراهيم ومنحها راتبا كبيرا يقدر بآلاف الدنانير. وأتذكر هذا الاتهام جيدا لأن أحد الاصدقاء سأل د. يوسف الابراهيم عنه عندما زار ديواننا قبيل الاستجواب بأسبوعين، وقد دحض د. الابراهيم وبالأدلة القاطعة ادعاء النائب البصيري.
الأخ الوزير الدكتور محمد البصيري.. إن كانت استجوابات اليوم هي «مغثة» وعبثا.. فاعلم بأنك كنت في السابق أحد مؤسسي هذا النوع من «المغثة» والعبث! والمواقف يا سعادة الوزير لا تكتب على رمل.. وإنما على صفحات غوغل التي لا تنمحي!