أقلامهم

ذعار الرشيدي يعلنها: المغردون أقوى من الحكومة

المغردون أقوى من الحكومة


ذعار الرشيدي


نجحت حركة المدونين والمغردين على شبكة الانترنت في الضغط على وزارة المواصلات لكبح جماح «غول» شركات الانترنت على الرغم من محدودية الحركة على ارض الواقع مقابل انتشارها الكبير في الفضاء الافتراضي، وتمكنت حملة الشباب التي لم تستمر أكثر من أسبوعين من تخفيض الرسوم وإلغاء خديعة «الاستخدام العادل» التي كانت تمارسه شركات الانترنت «غير المرخصة» بينما على الوجه الآخر في مواجهة سياسات الحكومة ولدت تحركات سياسية على أرض الواقع تطالب برحيل رئيس الحكومة وحشدت على أرض الواقع آلاف الأشخاص على مدار شهر كامل (4 جمع) وبدعم نيابي من المعارضة ومع هذا لم تحقق النجاح المأمول (ولن أقول انها فشلت) وان كانت قد غيرت ولو قليلا من سياسة الحكومة التي ظل خطها العام كما هو لم يتغير.
حركة شباب المغردين والمدونين ضد شبكات الانترنت نجحت لسبب بسيط ان هدفها معلن وهو المصلحة العامة ولا توجد لها أهداف خفية أو أجندات سرية ولم تخالطها الأهواء السياسية وانطلقت بأصوات شبابية خالصة فلا خلفيات سياسية لهم ولا أهداف معلنة ولا أخرى غير معلنة، ولم يكن نصب أعينهم واعين من شاركهم سوى المصلحة العامة أولا وأخيرا بهدف محدد وواضح ومطالبات محددة أيضا، لذا نجحت حركتهم في الضغط على وزارة قلما تخضع للضغوط إلا من كبار الهوامير فقط.


الحركة ضد شركات الانترنت انطلقت ذاتيا ولم يحشد لها لا مؤتمرات ولا حركات سياسية ولم يتدخل النواب لدعمها إلا متأخرا جدا، ومع هذا حققت نجاحا غير مسبوق على الساحة السياسية الكويتية، فجاءت حركة احتجاجهم بيضاء واضحة مؤثرة والأهم مثمرة في وقت قياسي، وهذا ما ينقص أي حركة احتجاجية في الكويت ضد الحكومة، فيجب ان يخرج الاحتجاج أبيض غير ملوث بنواب بأجندات غير ظاهرة أو نواب يركبون الموجة والأهم ان تخرج الحسابات السياسية المعقدة من أي حركة احتجاجية لأن تلك الحسابات متى ما دخلت عقر دار أي حركة احتجاجية الا وأتلفتها بل وقتلتها قبل ان تنطلق، فهذا ما نبحث عنه حركة احتجاجية بيضاء ظاهرة نظيفة متجردة من «هباب» السياسة والخلفيات المناطقية والفئوية.


توضيح الواضح: شكرا لكل من ساهم في حملة «لا لاستغلال شركات الانترنت» من مغردين ومدونين وحتى مستخدمي انترنت عاديين فقد أعدتم حقا واحدا من حقوقنا كان سيضيع لو ان احد أباطرة المجلس نادى به أو تبناه أو أطلقه، بأياديكم الشبابية البيضاء أعدتم حقا واحدا وعدلتم ميزانا كانت كفته تميل لصالح هوامير الشركات «غير المرخصة» وأوقفتموهم عند حدهم بشكل حضاري جميل، فشكرا لكم من القلب.