أقلامهم

عبداللطيف الدعيج يطالب النواب بالتوقف عن إثبات الوطنية تحديدا في مسألة ميناء مبارك

الوطنية مسؤولية أيضاً 


 عبداللطيف الدعيج  


 
لدينا قسم كبير من المواطنين معنيون بتبرئة ذمتهم او الاعلان عن وطنيتهم في كل مناسبة. هؤلاء، واغلبهم نواب، هم من المعارضين للحكومة وللنظام العام في الطالعة والنازلة، لذلك ما ان يعتقدوا ان مصلحة الكويت تضررت او يخال لهم ذلك الا واندفعوا يُصرحون، او في الغالب يشتمون من اعتقدوا بانه اخل او تعدى على المصلحة الوطنية.
نحن نتخذ موقفا «سياسيا» من الخلاف الناشب حاليا بين الكويت والعراق، والى ان تتخذ القيادة موقفا كويتيا، والى ان يتبلور رأي وطني عام حول الامر، سيظل لنا رأينا الخاص الذي نبديه من موقع المسؤولية والحرص على مصلحة البلد.
انت لا تبني ما يتضرر منه جارك، هذه قيمة وتقليد انساني، نشأ منذ الازل ولا يبدو انه سيزول، فهو تحول الى واقع في علاقات الدول والشعوب التي التزمت في الحفاظ على الموانع والمواقع والمصبات المائية على طبيعتها. لهذا فان الذين يريدون استجواب وزير الخارجية لانه تشاور مع العراقيين حول بناء «ميناء مبارك» مطالبون بان يتريثوا وان يتفكروا في الاعتراض العراقي واسبابه. اذ لا يكفي ان المعترضين «عراقيون» لكي يكون الاعتراض باطلا. فكما كتبت يوم امس، من غير المفهوم او حتى المقبول على الاطلاق الاعتراض العراقي، لان المشروع من المفروض ان يخدم العراق اكثر مما يخدم الكويت. ولكن من يدري فقد يؤدي بلا ضمانات وبسبب التعنت بين البلدين الى التضييق على العراق.
لقد نشأت الكويت اصلا كميناء تجاري لخدمة دول او «مناطق» الجوار آنذاك، لخدمة العراق ولخدمة الجزيرة العربية، ولخدمة ما وراءهما. ولولا التبادل التجاري لما نشأت الكويت، ولولا هذا التبادل ايضا لما عرفت كثير من السلع «خصوصا تمور العراق» طريقها بين العراق وافريقيا وبقية آسيا. لذلك فان الميناء هو استكمال او احياء للعلاقة التاريخية بين الكويت والعراق، لقد كانت معظم تجارة العراق وعلاقاته البحرية بدول العالم تتم في السابق عبر الكويت. فلماذا لدى العراقيين الف مانع ومانع لاستئنافها هذه الايام..؟! ام ان الاعتراض الحقيقي هو على ترسيم الحدود وليس على بناء الميناء..؟!