أقلامهم

جعفر رجب يشعر بالملل ويستعرض الأسباب

جعفر رجب

ملل

في رمضان يعرضون برامج دينية يسأل فيها الناس شيوخ الدين مسائل رمضان، وبعضها مباشرة على الهواء، مع ان السؤال هو السؤال لن يتغير فيها شيء، ويرد الشيخ بالاجابات نفسها، فلا توجد مختبرات تكتشف اجابات جديدة لهذه الاسئلة، فلماذا لاتقوم المحطات باعادة حلقات السنوات الفائتة، ويوفرون على انفسهم عناء حلقات جديدة؟!

وفي رمضان برامج للطبخ، ويكتب عن المطبخ الرمضاني، والمطبخ الرمضاني هو رمضاني لايتغير ولا يتبدل ولا يتحول، لماذا لا يعيدون الحلقات، فالمطبخ هو المطبخ «شولة وجدرين وملاس»!

وفي كل عام النائب يصرح، باننا سنراقب وسنستجوب الحكومة، يصرح ويقول ويرسل للصحف، لماذا لايرسل تصريحه القديم الذي لم يتغير منذ حملته الانتخابية، التي تدعو الى محاسبة الحكومة، ودعوته للوحدة الوطنية؟!

في كل عام وزير التجارة ووزير البلدية، يصرحان التصريح نفسه، سنقف امام جشع التجار وسنراقب الاسواق، وسنخفض الاسعار وسنحاسب وسنضرب بيد من حديد، تصريح رمضاني مكرر… فلماذا لا يرسلان تصريح السنة الفائتة، للصحف ويفكان انفسهما عناء التصريح؟!

وزير المالية، سيتحدث عن المعاشات ويقول تنزل بعد العيد وقبل العيد وقبل العيد بيومين، ثم ينفي ثم يسحب التصريح، ثم يعدل التصريح، لماذا لايقول لنا الرجاء مراجعة الصحف قبل سنة ويفكنا من تصريحاته؟!

أشعر أن واقعنا عبارة عن فيلم واحد كلما انتهينا منه نشاهده مرة أخرى، شريط في مسجلة السيارة نعيد الشريط من الاول كلما انتهى، نعيد حياتنا واكلاتنا وسلوكنا وكأننا كائنات تعيش على فطرتها، كنحلات تبني بيوتها السداسية دون ان تجرؤ نحلة على بناء بيت مربع! كل ما حولنا إعادة لما سبق، وحياتنا إعادة لحياة من سبقنا… أشعر بالملل!