أقلامهم

طموحات المليفي مجرد شعارات إعلامية ولكن دعونا لا نستعجل في الحكم عليه.. هذا ما يراه وليد الغانم

قناعات وزير التربية أم انتخاباته


وليد عبدالله الغانم


 


«اليوم نحتاج إلى تعليم موجه وقرارات شجاعة بإغلاق بعض التخصصات التي أصبح الخريج لا يجد أي عمل فيها»، وقال «اغلقوا بعض التخصصات الأدبية، ومن يردها فليدرسها على حسابه الخاص مع تعليم الجيل القادم أن الحاجة لن تكون لها ليتحمل عواقب قراره»، ومن أقواله «الأجمل أن يساهم الجميع، الوزارة وجمعية المعلمين والمتخصصون، في معالجة الواقع المزري للتعليم، فالخريج حالياً نسخة جديدة من كتاب قديم». هذه الحكم التربوية كتبها الأستاذ أحمد المليفي قبل توليه الوزارة يوم كان نائباً سابقاً، وفيها رؤيته لبعض مشكلات التعليم النوعية، والحاجة إلى القرارات الشجاعة لحلها، واليوم يتولى المليفي وزارة التربية ليجعلنا ننتظر منه توافق أقواله وهو في صف الاحتياط مع أفعاله، وهو وسط الميدان وقائده.
كثيرون استغربوا دخول المليفي الحكومة، وهو سبق له مهاجمتها يوم كان نائباً، وقدم أول استجواب لرئيسها، وموضوع التحاق النائب بالعمل الحكومي بعد خسارته العضوية النيابية وليس بعد تنازله طوعاً عنها، أمر مكرر في حياة المليفي السياسية، فقد سبق له أن قبل عضوية لجنة المناقصات الحكومية قبل سنوات، ثم عاد إلى البرلمان من جديد. شاهدنا الأيام الأولى للوزير وهو يسابق الزمن، ويطارح الفضائيات، ليظهر لنا كل ليلة يتكلم عن طموحاته ورغباته، وهذا الظهور السريع والمستعجل للوزير لم يكن موفقاً، فهو من جانب سيلزم نفسه بكلام يحرجه كما حصل في لقائه مع جمعية المعلمين بشأن الكادر، ومن جانب آخر يعرض نفسه لصدمات إدارية عنيفة، تتعلق بالبطء القاتل في إنجاز القرارات وتفعيلها في الأجهزة الحكومية المريضة، مما يجعل طموحات المليفي مجرد شعارات إعلامية. دعونا لا نستعجل في الحكم على أداء الوزير، ولو من باب الأماني، لكنني أذكره وأذكر مجلس الوزراء الموقر ومجلس الأمة بأن المليفي أعلن صراحة في شهر مارس الماضي عبر تويتر، أنه سيخوض انتخابات مجلس الأمة 2013 في الدائرة الثالثة، كما ناشد متابعيه دعمه والتوصية عليه بين معارفهم، لذلك أرجوه ألا يدع طموحه الانتخابي يؤثر في قراراته الوزارية، وأن ينأى بالتعليم والوزارة عن أهدافه الخاصة، ويطبق ولو القليل مما سبق له كتابته أو الوعد به. فهل سيفعل؟
.. والله الموفق