أقلامهم

عبداللطيف الدعيج: وزير الدولة وقع تحت الضغط النيابي او جارى من دون القصد التعنت النيابي تجاه العراق.

لاتعطوا المخربين فرصة


عبداللطيف الدعيج


 


لم يكن وزير الدولة موفّقا في تصريحه «المتشنج» بخصوص الاستمرار في بناء ميناء مبارك. ربما وقع الوزير تحت الضغط النيابي او جارى من دون القصد التعنت والتصلب النيابي تجاه العراق. النواب الذين تشنجوا وامتلأوا غيظا على ما أسموه التدخل العراقي في شؤوننا هم النواب ذاتهم الذين عارضوا اليمن وشتموا الاردن وتعنتوا من قبل ضد اي تسامح مع العراق. بسبب مواقفهم الموغلة في المعارضة وسياستهم المعادية لاي انجاز وطني – خوفا من ان يحسب للحكومة – فان هؤلاء النواب يتشنجون ويتشددون في مواجهة القضايا الخارجية، وذلك لاثبات ولائهم ولاظهار وطنيتهم التي تغيب عن قضايا الداخل.
عندما أعلنت ايران عن عزمها بناء مفاعلها النووي، اطلق نوابنا، ومنهم من يعارض تدخل العراق اليوم في بناء ميناء مبارك.. أطلقوا التصريحات المعارضة لايران والمنكرة حقها في بناء مفاعلها النووي، باعتبار ذلك يعرّض الكويت وأمن الخليج للخطر. مع ان المفاعل النووي الايراني يبعد مئات الكيلومترات، وميناء مبارك يبعد عن الحدود العراقية أمتارا فقط، ويتشارك مع العراق في منفذ او مدخل خور عبدالله.
إنها أرضنا ومن حقنا ان نتصرف فيها كما نشاء. لا جدال في ذلك، لكن كما كتبنا سابقا، علينا ان نراعي مصلحة الجيران وان نتفهم دواعي قلقهم، فالميناء سيبنى في منطقة حساسة، او لنقل ضيقة، وقد ينتج عن بنائه – كما يعتقد العراقيون – تضييق على العراق او تغيير في الطبيعة الملاحية للمنطقة. اننا مطالبون بأن نشرح ونثبت للجيران ان بناء الميناء لا يتعارض مع مصالحهم وليس موجها بشكل مقصود للتضييق عليهم. ان الحكومة العراقية تعاني من تهديد وازعاج الكثير من المعارضين، بل حتى المخربين، الذين يسعون ليس الى مضايقة حكومة الكويت، بل الى تهديد استقرار العراق وأمنه. وهم بالتالي يهددون أمن الكويت واستقرارها، ايضا. لهذا، فان المطلوب قطع الفرصة على قوى الشر داخل العراق بتدعيم موقف الحكومة العراقية وتعزيزه من خلال الدخول معها في حوارات ونقاشات علنية ومفتوحة لضمان حقوق العراق والكويت، وإبداء قدر عال من حسن النية يكون كافيا لتدعيم موقف الحكومة العراقية في وجه المخربين والمتصيدين في الماء العكر من المعادين للعراق قبل الكويت.