أقلامهم

مبارك الهاجري يرى أن الحرية والديموقراطية شيئان تفتقدهما أمتنا العربية التي أمضت قروناً طويلاً تحت حكم الطغاة والسفاحين

ثورات.. جائعة!


مبارك محمد الهاجري


 


نقصد بالثورات الجائعة، الثورات التي تريد استرداد حقوقها الأصيلة، حقوقاً سلبتها الأنظمة الفاجرة، لا تؤمن بغير ما يؤمن به الحاكم المطلق!
الحرية والديموقراطية شيئان تفتقدهما أمتنا العربية، التي أمضت قروناً طويلاً تحت حكم الطغاة والسفاحين، وقد آن الأوان لتكون الدول العربية في صفوف الدول التي تحترم شعوبها، وإعطائها حقوقها المشروعة بدءا من احترام الرأي والرأي الآخر، وانتهاء بالتوزيع العادل للثروات، لا العكس كما الآن، قمع كل من يجرؤ على إبداء رأيه، وتعريضه للسجن، هذا إن لم يتم قتله رمياً بالرصاص في الشارع، وسحله أمام العامة، في رسالة ترهيبية لكل من توسوس له نفسه المطالبة بحقوقه التي أقرتها الأديان، والمواثيق الدولية، والأعراف الإنسانية!
ثورة في تونس، وثورة في مصر، وثورة في اليمن، ثورة في ليبيا، ثورة في سورية! ثورات مستعرة في أرجاء الوطن العربي الكبير… لماذا؟
ألم يتساءل الطغاة في ما بينهم، ما الذي حدا هذه الجماهير المليونية إلى الخروج إلى الشوارع بصدور عارية، في مواجهة الدبابات والعسكر!
الأوضاع في البلدان العربية لا تنبئ بخير، ولا توجد هناك بارقة أمل، مادامت الأنظمة تسير وفق المبدأ الفرعوني (ما أريكم إلا ما أرى) مبدأ فاسد، تسبب بهلاك الشعوب، ودمار الأوطان، أبعد كل هذا يريد الطغاة المكوث على عروشهم فترة أخرى!
قطار الديموقراطية، في طريقه إلى حيث تريد الجماهير العربية، ولن يتوقف، مادامت الشعوب تنادي وبصوت واحد، أنها تريد حقوقها المغتصبة، لا أكثر، تريد أن يكون حالها وحال الشعوب الأخرى، سواء، فهل ستستمر الأمة في مظاهراتها المشروعة، أم ستستكين إلى الأصوات المخادعة المتلونة، التي تعطيك الشمس والقمر بيمينها، ويدها الأخرى على الزناد، كما يحدث في سورية الآن، من محاولات تجميلية يسعى إليها النظام «البعثي»، لعله ينجو من قطار الديموقراطية السريع، ولكن بعد ماذا، فقد فاتكم القطار، وحكم الشعب قادم، ورياح الديموقراطية بدأ هبوبها على عاصمة الأمويين قريباً جداً، ولا مناص من القبول بحكم الشعب، وإزالة حكم الفرد الذي كتم أنفاس البشر أربعين عاما، لم يكن للإنسان فيها كرامة، أو ذرة احترام!