أقلامهم

مبارك بن شافي: العلم الكويتي يُحرق في بغداد.. والمهري يصف حكومة المالكي الموالية إيران بالديمقراطية بينما الحكومة الكويتية مواقفها هشة

العلم الكويتي اتحرق يارجالة!


مبارك بن شافي الهاجري


سعيد صالح الممثل المصري المعروف، له جملة في مسرحية مدرسة المشاغبين مازالت عالقة في ذهني. كان اسمه في المسرحية مرسي الزناتي، حاول الزناتي التحرش بمدرسته فضربته و(لعنت كوثره)، وجاء في اليوم التالي ويده ملفوفة الى عنقه يحدث زملاءه عن تداعيات ضربه، ويخبرهم عن ما ورد في نشرة أخبار البي بي سي، على حد زعمه، يقول ان المذيع قال: مرسي الزناتي اتهزم يا رجّاله!
لا أدري لماذا قفزت هذه الجملة الى رأسي، عندما قرأت خبر حرق العلم الكويتي في ساحة التحرير في بغداد، وتمنيات السفير الكويتي، التي رُجمت سفارته في وقت سابق بصواريخ الكاتيوشا، ان يكون هذا العمل تصرفا فرديا!
السفير الكويتي، مع احترامنا له، حر، يتمنى (على كيفه)، ان يكون ما حدث تصرفا فرديا، أو جماعيا، او حتى تصرف اثنين فقط، هذا لا يعنينا. فالسفير له حساباته الخاصة. الذي يعنينا هو الموقف الرسمي لدولة الكويت الحرة.
الحكومة الكويتية، للأسف، مازالت مواقفها هشة، ومائعة تجاه التصريحات الرسمية للحكومة العراقية بخصوص ميناء مبارك، وتجاه التهديدات العراقية المستمرة، والأفعال الشائنة، التي تُمارس هناك ضد الكويت، من رجم السفارة الى حرق العلم! ولا ندري هل صمت الحكومة، وضعف موقفها ناتج عن عدم استشعار الخطر، الذي تمثله الحكومة العراقية الحالية والموالية لايران؟ أم أنها ترى هذا الخطر، وتتغاضى عنه لأسباب لا نعلمها؟
العلم الكويتي يُحرق في بغداد، ولا تفعل الحكومة العراقية شيئا! وليت شعري، ماذا ستفعل الحكومة الكويتية، لو قمت بجمع مجموعة من الشباب في احدى البراحات (ليست ساحة الارادة!) وجئت بالعلم العراقي، وأشعلت فيه النار، وأنا أصيح فيمن حولي: أحرقوه… أحرقوه؟
لن أفعل ذلك، بالتأكيد، ولا أشجع أحدا على فعله، فأخلاق أهل الكويت لا يمكن ان تنحدر الى هذا المستوى من الدناءة، لكنني أجزم بأن الحكومة الكويتية ستعاقب من يتجرأ على مثل هذا الفعل!
لقد تمادى العراقيون في اهانتنا، وفي كسر كل قواعد حسن الجوار، الذي يتغنون به، ويطلبونه منا، فلماذا لا يكون لنا موقف حازم من هذه التصرفات الدنيئة؟ الى متى نتخذ موقف العقلاء، والجهل يملأ رؤوس الآخرين؟ ان أقل ما يجب فعله هو تعليق العلاقات الدبلوماسية، وقطع كل سبل الدعم عن حكومة العراق الحالية، حتى يغيرها العراقيون بحكومة أفضل منها، تسعى كما نسعى نحن الى التعايش السلمي وحسن الجوار. فلقد مللنا التصريحات الزناتية، التي تطلقها حكومتنا الرشيدة بين الحين والحين.
???
محمد المهري يصف، في بيانه الذي وزعه على الصحافة بمناسبة ذكرى الغزو العراقي، حكومة نوري المالكي بالديموقراطية، وبأنها تحترم دول الجوار، وخاصة الكويت! ويصف الفلسطينين بالخيانة، ويطلب من أهل الكويت ألا ينسوا موقف حافظ الأسد!
تالله لقد أزرى بكم الدهر أيها الفلسطينيون، حيث يسمكم من يصف الحكومة العراقية، التي حُرق علم الدولة (التي يعيش فيها) في عهدها، بالديموقراطية!
أما هو فنقول له: لا تنس أنت مواقف الأسد، فهو لك، هذه الأيام بالذات، أقرب ممن تدعي الوكالة عنهم.