طارق الحبيب.. بعد هدوء العاصفة
د.محمد علي الهرفي
قرأت معظم ما كتب عن الأخ طارق الحبيب تعليقا على كلامه عن المصطفى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وربما يكون ألمي أكثر من غيري لأنني أعرف عن يقين أن د.طارق لا يعني مطلقا ما فهم عنه وفي الوقت نفسه كان كلامه مسيئا بحق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فكنت أتألم له وأتألم مما كتب عنه.
لا أشك مطلقا وأنا أعرف الرجل عن قرب محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن هذا الحب يفوق حبه للناس أجمعين ورجل كهذا لا يمكن أن يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأي صورة متعمدا لكنه في نهاية المطاف بشر يخطئ ويصيب وكان ينبغي أن ينظر إليه بتلك الصفة ولا شيء أكثر.
طارق انطلق في حديثه من قواعد درسها في الجامعة وربما أصبحت تلك المعلومات جزءا لا يتجزأ من منظومته الفكرية فقال ما قال دون أن يلتفت مباشرة إلى الفارق الكبير بين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وسائر الناس.
ولعل البيان الذي أصدره عدد من علماء النفس وجاء فيه: أن د.الحبيب استعمل الكلمة «الصح» في الموضع «الخطأ» يشخص بدقة المشكلة ومصدرها.
والذي يؤكد ذلك كله اعتذار الدكتور الشديد وأسفه عما بدر منه دون قصد وإيضاحه لمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفسه وتكرار الاعتذار في أكثر من مكان وكان يجب أن يكون ذلك كافيا لمعرفة حسن نيته وعدم تعمده للخطأ بحق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فكل ابن آدم خطاء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لكن خيرهم التوابون وأعتقد أنه منهم لاسيما أنني أجزم أنه لم يتعمد ذلك الخطأ.
الذي لفت نظري أن بعض كتابنا وجد فيما قاله د.طارق فرصة عظيمة لتصفية بعض الحسابات مع من يصفونهم بـ «الإسلاميين» فهؤلاء أي ـ الإسلاميون ـ لم يشنوا حملات عنيفة على د.طارق ولم يكفروه ولم يطلبوا محاكمته كل ذلك لأنه إسلامي مثلهم ولو لم يكن كذلك ـ أي مثل الذين كتبوا هذا الكلام ـ لحملوا عليه بشراسة وهذا يدل ـ من وجهة نظرهم ـ على عدم الحيادية وعلى الانحياز لمن هو على شاكلتهم فكريا.
كم هو سيئ أن يكون الكاتب انتهازيا لهذه الدرجة، ان بعض الذين انتقدوه وحملوا عليه بشدة يصنفون بأنهم من الدعاة وحتى بعد أن اعتذر لم يقبلوا عذره فماذا يريد القوم منه أكثر مما فعل؟
أخطأ طارق واعتذر، ونحن في بداية شهر رمضان الكريم، شهر العفو والمغفرة فأسأل الله أن يعفو عنه وعن سائر المسلمين، فتارك الذنب كمن لا ذنب له.
أضف تعليق