أقلامهم

عزيزة المفرج تقرع جرس الإنذار: فتيات كويتيات كثيرات وقعن في فخ شباب من البدون بعد ان خدعن بهم لهجة وزيا

خمسة بس وخل يشلع


عزيزة المفرج


من السهل جدا غزو قلب الأنثى المراهقة، فالكلمة الحلوة تدير رأسها، والغزل الجميل يأسر قلبها، والنظرة الحالمة تفتك بمشاعرها، ما يجعلها عرضة للانسياق وراء عاطفة تظنها حقيقية، وهي لا تعدو ان تكون خيالا في خيال، وحين تكتشف ذلك يكون الأوان قد فات.
هذا الأمر يعرفه جيدا صيادو الفتيات، ولذلك تراهم يعدّون العدة، ويجهزون الأدوات، ثم ينطلقون في رحلات صيد وقنص في الأسواق والمولات والمطاعم والكافيهات وأماكن الترفيه، وهناك يقومون بالقاء الشباك والميادير على البنات، وكل وبخته.أكثر هؤلاء حظا في الغلة هم ذوي الشكل الوسيم، والهيئة الجذابة، فهؤلاء لا يتعرضون للطرد أو التهديد باستدعاء الشرطة، على عكس غيرهم من فريق الجياكر والكلفسات.
عمليات اصطياد الفتيات تلك صارت تأخذ شكلا خطيرا يتمثل في استغلالهن أبشع استغلال، خاصة وهن لا يمتلكن الخبرات اللازمة التي تحصّنهن ضد هؤلاء الصيادين الذين يعتبرون تلك العملية شغل أو بيزنس، يحصلون من ورائه على الكثير من الأموال، وقد قرأنا عدة قضايا من هذا النوع في الصحف.في تلك القضايا، يقوم الصياد بايهام المراهقة البريئة بأنه يحبها، وأنها فتاة أحلامه التي يبحث عنها من زمان، وأنها وحدها من ستكون زوجته وأم أبنائه، ويكروت عقلها بشوية جمل ساخنة تشعل عواطفها، ولا يمر زمن طويل الا والبنت صارت طوع بنانه، يتحكم فيها كيفما شاء، وغالبا ما تنتهي السالفة بعذرية مفقودة، وأموال من الأهل مسروقة، ورقم تلفون مغلق.في وضع كهذا غالبا ما يصل الموضوع للشرطة، وتكون الورطة أكبر حين تكتشف الفتاة وأهلها ان الحبيب الهارب لا يحمل الجنسية الكويتية على الرغم من اتقانه للهجة، وظهوره بمظهر الكويتي.فتيات كويتيات كثيرات وقعن في فخ شباب من البدون أو من ايران والعراق والأردن وسورية ومصر وغيرها، بعد ان خدعن بهم لهجة وزيا، خاصة ان هؤلاء يعرفون جيدا كيف يتظاهرون بأنهم كويتيون سواء بتأجير المواتر الفاخرة، أو بالظهور بمظهر كشخة يلفت الانتباه.هذا الأمر، الدولة ملومة فيه.
مرارا وتكرارا اقترحنا على الدولة ألا تسمح لأحد بالعمل في البلد أكثر من خمس سنوات، فمدد العمل المفتوحة تغري بالاستقرار والتوطن خاصة في بلد مريح مثل الكويت.هذا الاستقرار يؤدي الى تكوين أسرة، وانجاب أبناء، يكبرون ليحاكوا أبناء البلد، واذا أراد أحد هؤلاء الاستفادة ماديا على ظهر الأسر الكويتية، سهلت له اللهجة التي تعلمها، وقوانين البلد تلك المهمة.بعض هؤلاء الشباب يقومون باستئجار سيارات حديثة يكشخون فيها، وبما ان اللوحة لا تبين ان المركبة مستأجرة، وبما ان بناتنا يؤخذن بالمظاهر، فان البنت تقتنع بأن مستوى الشاب لا بأس به، فتقع على وجهها كالعمياء.كثير من بناتنا الصغيرات وقعن ضحية النصب والاحتيال، وأصاب العطب حياتهن، والدولة غائبة عن اتخاذ اجراءات تتكفل بحمايتهن من مقيمين وجدوا فيهن مصدرا سهلا للاسترزاق.ما نرجوه من الدولة ان تسارع، وتقوم بعمل اللازم من حيث وضع القوانين التي تمنع الاستقرار الدائم في البلد، فمصلحة الكويت وأهلها أبدى من أي شيء.