أقلامهم

حسن عبدالله عباس مخاطباً المهري: الوضع السوري يا سيد ملتهب ولسنا في حاجة أن تعطينا تقريراً وبياناً صحافياً

أوضاع سوريا مستقرة


د.حسن عبدالله عباس


قبل أيام خرج تصريح لوكيل المراجع السيد المهري ومن سورية بأن الأوضاع هناك مستقرة وهادئة، وطمأننا السيد بأن سورية قوية لكنها تتعرض لمؤامرة كبرى. قد يكون خبر التصريح قديام بعض الشيء لأنه قد مضى عليه أسبوع أو أكثر، لكن بما أن الوضع السوري ما زال مشتعلاً والأكثر ظهوراً هذه الايام بعد المجاعة في الصومال، لا بأس لو علقنا قليلا على كلام السيد.
الوضع السوري يا سيد ملتهب ولسنا في حاجة أن تعطينا تقريراً وبياناً صحافياً. فمع أن الصورة الشهيرة والمعلومة عن سورية أنها على وشك الوصول لمرحلة حرب أهلية، إلا أن سماحتكم تقولون بأنها «مستقرة». يعني لو كان التصريح قريبا من الوضع بمفردات مخففة وفيها شيء من التورية لقبلنا وقلنا بفرضية الاحتمالات، لكن أن تقطع الشك الثوري والمشتعل هناك بيقين الاستقرار والهدوء، فهذه أظنها قوية شوي! بظني أن أحداً لن يقتنع بكلامك باستثناء أكثر محبيك شوقاً لتصريحاتك وهم الإسلاميون!
سيد، إن كان النظام السوري بنفسه خرج منزعجاً مما يجري على أرضه، فهل نتركهم ونصدق تصريحاتك. فماذا نفعل بتصريحاتك ووزير الخارجية السوري المعلم هو بنفسه أبدى انزعاجه مما يجري واتهم الاوروبيين بأنهم يزيدون نار الفوضى حطباً ووقودا، وعاتبهم ووبخهم بل ومسحهم من خريطة العلاقات الديبلوماسية السورية. فهل نصدق بيانكم الصحافي أم كلمة الرئيس السوري في اكثر من مناسبة وآخرها قبل يومين مع الجيش الذي أكد أمامهم أنه سيسحق المتآمرين!
ليس من المناسب يا سيد أبداً أن نتحدث بلغة بسيطة في ظل وجود كم هائل من المعلومات والقنوات. فهذه السطحية في تبسيط المسائل لا تبدو مقنعة فضلاً عن أنها تحسب على الانحياز الطائفي الذي بلا شك يضر بعلاقات المسلمين خصوصاً أنك معمم وتصريحاتك بالتأكيد سيكون لها امتداد مذهبي بلا شك.
نعم يمكن القول بأن سورية ولبنان مثلث برمودا الشرق الأوسط، فهذه المنطقة تحمل متغيرات وظروفا بالغة التعقيد بحيث تجعل من الإنسان يحرص ألا يبدي رأياً متعجلاً طالما أن إسرائيل والجولان وأميركا وإيران و«حزب الله»، والتاريخ، والطوائف المتنوعة، و«البعث»، والحريات، والأنظمة الشمولية، والديموقراطية، وتنوع الولاءات، كلها ظروف وخيوط تتقاطع في هذه الجغرافيا. فهذا المقدار مقنع لحد كبير ولدرجة أن الدول العدوة والصديقة والمؤسسات الدولية لم تأخذ موقفا واضحاً ومحدداً تجاه ما يدور هناك بأكثر من ابداء الاستياء. من هنا نراك تبالغ بالانحياز للنظام السوري على حساب شعب أعزل. نعم قد يكون في الثورة من هو متآمر ومتطفل وطالب للفتن، ولكن بالتأكيد من بينهم من هو مطالب للحرية ولحقوقه المشروعة للعيش بكرامة.