أقلامهم

اصبح الفساد في بلادنا كالطفح المرضي على جسد الوطن يمتص منه حياته شيئا فشيئا حتى وصل الى العظم .. هذا ماتراه فاطمة حسين

طلب رمضاني من سمو أمير البلاد المفدى


فاطمة حسين


يا أهل الكويت الكرام.. أتمنى لكم في هذا الشهر الكريم الا تطول عندنا المدة الزمنية ما بين «الرغبة» و«الأمر».
فأما الرغبة فقد كانت لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح.. رغبته التي عبر عنها اخيرا للتصدي للفساد واستئصاله، وعليه كان طلبه الكريم من النائب السابق د.ناصر الصانع لنسخة من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد نظرا لكونه – أي د.ناصر – رئيسا للفرع الكويتي في المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد التي تفضل سمو الامير مشكورا بتبرعه السخي دعما لنشاطها (الدار 2011/7/27).
وأما الأمر، فهو ما نأمل به بديلا عن الرغبة لاننا كشعب كويتي حريص على تحويل ماضيه التليد الى مستقبل زاهر نحتاج اليوم ومن القيادة السياسية ورأسها صاحب السمو كأولياء لامورنا ان تتحول «الرغبة» الى «امر» واجب التنفيذ تلمس الرأس قبل الذيل وتشكيل هيئة من الشرفاء ناشطة وجادة لمتابعة خطوات التنفيذ وتتناول الوزير قبل الحارس وما بينهما – علت الدرجة ام انحدرت – ما دام كل مواطن راعياً وكل راع مسؤول عن رعيته.
لقد اصبح الفساد في بلادنا كالطفح المرضي على جسد الوطن يمتص منه حياته شيئا فشيئا حتى وصل الى العظم الذي يحتوي الطاقة المحركة لهذا الجسد وهو التعليم والعمل.
اما التعليم فقد اتفق القوم بان نظامه تعيس لا يتلاءم مع متطلبات العصر الجديد. لقد اصبح يخرج جيلا بعد جيل ناتجا عن غش وشراء ذمم وسطحية وتنفيع وتخمة من لغو لا ينفع صاحبه ولا ينفع الوطن.
واما العمل والحكومي منه بالذات المستحوذ الاكبر لاكبر الاعداد من الخريجين قد تم افراغه من المحتوى الذي يفترض وجود طاقة ديناميكية ممهورة بالبذل والعطاء مع الامانة في التعامل مع الوقت والمال حتى صار يستظل بظل مجموعة من شهادات ورقية وتدخلات نيابية مع ترضيات وتقبيل لحى من اجل البقاء تحت المظلة الحكومية حيث ملء المواقع بأناس لا يعرفون ولا يملكون الرغبة بالمعرفة لذا فهم يعملون دون ارادة بالتعلم كيف يعملون حتى اصبحت العملية برمتها مجرد ملء لفراغات او تكدس على فراغات وهمية الا من قلة قليلة جادة لا تواجه الا زرع المعوقات في طريقها حتى تنطوي تحت المظلة الكبرى او تتعرض لليأس والاحباط. هذا هو الفساد – يا صاحب السمو- الذي اصبح يعبد الطريق كل يوم لخراب الذمم ومرض النفوس ويتسبب في الاعاقة المزمنة للاجهزة الحكومية التي يحتاجها كل مواطن حتى يحيا حياة كريمة في بلد كريم مثل الكويت.
ليتكم يا صاحب السمو ومن وحي اهتمامكم بالمنطقة الدولية تميلون بطرفكم باتجاه الانشطة المحلية التي قُبرت في عز طلعتها لاننا شعب يفضل الربح الحرام – كما يبدو – بديلا عن الاعتراف بالخسارة – رغم مشروعيتها-.
اتذكر في هذا المجال العمل الجاد الذي قاده الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح بمعية ممثلي الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني وبالتعاون مع البنك الدولي واستحضار تجارب قريبة لنا مثل كوريا وسنغافورة مرت بما تمر به اليوم، وما عرف التقرير طريقا سوى الادراج مفضلين البقاء على طمام المرحوم – كما يقول المثل الكويتي -.
واتذكر ايضا واقرب من القريب الجهد الذي بذله رئيس وزراء بريطانيا الاسبق «توني بلير» مع جهازه والجهاز المقابل له من ابناء وبنات الوطن وما رأى تقريره النور بل التحف باخشاب الادراج وذهب الى سباته العميق.
سيدي صاحب السمو شكرا للتعبير عن رغبتك ولكننا نريدها امرا صريحا واضحا قويا تتردد اصداؤه في كل موقع حكومي او اهلي في جنبات الوطن حتى يعرف الوزير والفراش ان فيما حوله المتابع والمراقب والمقيم ولا بقاء في موقع تذهب فيه الجهود الى موائد الافطار ودوات سوائل الشاي والقهوة والزعتر وخلافه والعالم بالطوابير يشير اوراقاً رسمية نصفها يحتاج للالغاء حتى يرتاح العباد.
وما عليك سوى الامر وما علينا الا الطاعة.